أولادنا.. وبابا الحكومة

الذين يعتمد عليهم لفتح أبواب المستقبل لن نقول تحطم بهم زورق الأمل على صخور الإحباط، فالشباب قوة تمضي إلى آفاق لا حدود لها.
إذا عدنا للخلف وإلى الدور الأبوي للحكومة الذي كان يلقي على عاتقها كل صغيرة وكبيرة ويجعل المواطن يتكئ عليها من أبسط حاجاته كالحصول على علبة المحارم وتنكة السمنة وانتهاءً بالحصول على وظيفة!
اليوم أصبحت الحكومة تنظر إلى المواطن على أنه بلغ سن الرشد وهو شريك أساسي بالتنمية وعليه تقديم الأفكار والمشاركة في بناء الوطن وهي تقوم بدور استراتيجي يرسم الخطوط العريضة للمسارات المختلفة ولها دور في تذليل العقبات..
لكن يبدو أن الجيل الجديد من الشباب لم يجد خلال الأزمة ما يستحقه من الاهتمام بسبب تزاحم الملفات والأولويات ما يستدعي مجدداً أن يؤخذ موضوع الشباب على محمل الأهمية التي يستحقها وبالأمس كان ثمة اقتراح في لقاء الثلاثاء الاقتصادي يستدعي التأمل والتفكير والجدية وهو تأجيل الخدمة العسكرية للشباب الذين يقومون بمشاريع اقتصادية ويعملون بمهن ويحملون تراخيص نظامية كالأطباء والمحامين والمهندسين وغيرهم ممن يحصلون من نقاباتهم على تراخيص بالعمل أسوة بالتأجيل الدراسي.
من الملفات المهمة أيضاً التي تحتاج الاهتمام بشؤون الشباب بحث كيفية تطبيق خطط إستراتيجية ومرنة للشباب مع العلم أنه قبل عدة سنوات كان هذا الموضوع ضمن جدول أعمال الحكومة.. وفعلاً تم تكليف وزارتي التربية والتعليم العالي والاتحاد الرياضي العام واتحاد شبيبة الثورة والاتحاد الوطني لطلبة سورية بوضع خطة للرياضة والشباب تتضمن عدة محاور تتعلق بتفعيل رياضة الشباب وتنشيطها وإيجاد الطريقة المثلى لاستثمار المنشآت الرياضية التي تخدم هذا الغرض.. لكن حساب الحقل لم يتوافق مع حسابات البيدر!!.
وحينها.. تم تشكيل لجنة لوضع خطة للرياضة والشباب تناولت محاور عدة وتمت الموافقة على خطة متابعة ربعية لموضوع تأهيل المنشآت الرياضية واستثمارها بالشكل الأمثل لتحقيق الغاية الأساسية من هذه المنشآت.
وهنا مربط الفرس.. فالذي حدث بعد التطبيق أن الاستثمارات بالمنشآت والمدن الرياضية حرمت على أرض الواقع الشباب من ممارسة الرياضة وإليكم الأسباب، وأهمها أن ارتفاع قيمة الاستثمارات أضعافاً مضاعفة رفع قيمة استثمار المدن الرياضية إلى مبالغ تقدر بمئات الملايين وبضعة مليارات، وبالمقابل بدأ المستثمرون بوضع أسعار فلكية للحصص الرياضية للساعة أو الساعة والنصف ما جعل شريحة كبيرة من الشباب محرومين من ممارسة نشاطات رياضية بسيطة باستثناء الميسورين وأبناء رجال الأعمال ومثل ذلك..! فأين مصلحة الشباب وأين رياضتهم..المستثمرون بالمنشآت الرياضية تحوّلوا إلى مطاعم وصالات أفراح ونصب أعينهم رواد من فئة السبع نجوم، والمدن الرياضية تحولت إلى ما يشبه النوادي الخاصة.. والشباب السوري فقد آخر معقل له وهو الرياضة، فهل نجد لدى اللجنة الرياضية الحكومية آذاناً مصغية ونظرات عميقة إلى ما قد يحيط بالشباب من مخاطر من جراء طمع المستثمرين وغفلة الاتحاد الرياضي وتجاهل اللجان المعنية وحالة خلط الملفات الاجتماعية بالاستثمارية والاقتصادية.
كلنا لدينا أبناء وشباب ننظر إلى معاناتهم وقلة حيلتهم بعين يملؤها الرجاء أن الأيام القادمة مليئة بالفرص فلا تيئسوا ولا تحزنوا..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار