قسماً «ما عم زل عليكم بحرف واحد» وهذه مستقاة من يوميات الخربة.. فقد حدثني «جوهر بو مالحة» نقلاً عن رفيقه «بو طارق» أن الجميع مهتمون بأمورنا المعيشية كثيراً، وقد قرروا تسجيل ذلك في محضر الجلسة استعداداً لإرساله إلى «معلمو لأكرم» من أجل تضمين ذلك في التقرير القادم.
و«لا أزلكم بحرف» أيضاً أن ( معلمو لأكرم ) قرر بيع بقراته جميعها، ليس من أجل راحة (فياض)، بل لأنه سمع وقرأ تصريح مدير عام مؤسسة الأعلاف الأخير الذي ألهب أسعار الذرة في السوق، والذي أكد فيه خلو مستودعات المؤسسة من الذرة الصفراء بسبب ارتفاع أسعارها، وترك هذه المهمة للقطاع الخاص.. مع التأكيد على أهمية الذرة الكبيرة في التركيبة العلفية إن كان للدواجن أو بقية البهائم الأخرى.
مدير المؤسسة يتوقع أن يكون الموسم القادم من الذرة في موسمها العادي أو في الزراعة التكثيفية أفضل بكثير من الموسم الماضي الذي زاد حسب بعض التقديرات على ٦٠٠ ألف طن.. قام الفلاحون بتجفيفها بطرق بدائية بحت مثل فرشها على الأسطح وعلى الطرقات.. كل ذلك بسبب عدم توفر المجففات، وسوف يلاقي الفلاحون المصير ذاته!!
يقول المدير العام: إن هذا سيساهم كثيراً في رفع تكلفة التجفيف في القطاع الخاص – إن المؤسسة لم تتمكن من تأمين المجففات، وتركت هذه المهمة للقطاع الخاص – وهذا آخر همه الذرة وتجفيفها وتحويلها إلى علف ما دام باب استيراد الذرة الصفراء مفتوحاً وبالدولار المدعوم من المركزي، فلماذا يتعب نفسه باستيراد المجففات ووجع القلب الذي ستسببه من ضغط المزارعين و«الواسطات» والطوابير التي قد يحدثها الدور ؟!!
غريبة تلك التصريحات التي تتناقض مع توجّهات الحكومة في دعم الفلاح ودعم المربين سواء للدواجن أو الأبقار والأغنام، وغريبة هذه الطريقة في التنصل من عدم فتح دورة علفية جديدة، وغريبة أيضاً الطريقة التي تنصلت فيها مؤسسة الأعلاف – منذ أعوام طبعاً – من استلام حصتها التي وصلت إلى ٣٠% من المواد العلفية المستوردة والممولة من المركزي، وهي بسعر البيان الجمركي، مرة المستودعات لا تتسع، ومرة الأسعار مرتفعة، ومرة أخرى المستودعات فارغة.
نعتقد أن جميع (آل بو مالحة و بو قعقور) وبقية العباد سيتوقفون عن تربية الصيصان والأبقار، ويرتاح (فيّاض) من المعلم أكرم وبقراته!!
سلمان عيسى
71 المشاركات
قد يعجبك ايضا