هل تعيش حياتك بالطريقة نفسها؟!
رؤانا يجب أن تبقى مستقبلية.. الكثير من الحكايات نسمعها على ألسنة البعض وهم في حالات مرض أو عجز تمنّوا لو تأتيهم فرص جديدة بالحياة ليفعلوا ما قد فاتهم عمله، أو يقولوا ما تمنّوا طوال حياتهم أن يبوحوا به، لكن الفرص لا تتكرر.. وهذه كاتبة وصحفية شهيرة راحلة.. سألوها: ماذا لو عاد بك الزمان.. هل كنت ستعيشين حياتك بالطريقة نفسها؟ أجابت بأنها غير نادمة لكن ” لو عادت بي الحياة مرة أخرى سأنتبه إلى أن الحمل معجزة إلهية وسأستمتع بأنني جزء من هذه المعجزة وأنني سبب خروج روح أخرى إلى العالم, سأدعو أصدقائي إلى بيتي أكثر وأستمتع بصحبتهم.. سأستخدم تلك الشمعة الباهظة الثمن التي أهديت لي وفسدت في التخزين.. سأمرح مع أولادي.. سأقلل دموعي وضحكاتي على حكايا لا تخصني.. وسأحيا واقعي أنا.. بدموعه وضحكاته.. إذا ارتمى ابني في أحضاني لن أبعده لأنني مشغولة.. سأعبّر أكثر عن مشاعري.. وسأعتذر أكثر لمن أسأت إليهم.. سأنصت أكثر لمن يحدثني.. إذا أعطيت فرصة ثانية للحياة فسأراها، سأحياها، سأجربها، سألمس كل لحظة فيها ..”
والسؤال: هل نستحق فرصة جديدة؟ الحياة تمنحنا كل يوم هذه الفرصة ولكن هل لدينا الشجاعة لنستثمرها.. ينصح براون بأن تتخيل أنك استيقظت يوماً واكتشفت أنك الشخص الوحيد المتبقي على ظهر الأرض، وأنك تستطيع أن تسكن في أي منزل يروق لك، حتى لو كان أفخم قصر ملكي.. فهل ستريد حينها بالفعل أن تسكن في منزل فاخر؟ ويقول: “ربما ستبحث عن مكان مريح وعملي فقط.. وهذا ينسحب على الملابس، والسيارات وأحدث الأجهزة التكنولوجية”.
ويضيف: “إذا فكرت بهذه الطريقة في حياتك، فستفاجأ بحجم الأشياء التي نقتنيها أو نرغب في الحصول عليها فقط للتباهي وجذب الأنظار”. وهذا يقودنا إلى سؤال آخر عن الثروات التي نتطلع إليها..! أين توجد الثروات؟ سؤال بسيط أراد الأستاذ من خلاله أن يشارك طلابه في عقولهم, ويمكنك أن تشارك به أيضاً! وكما توقع .. تحدّث الأغلبية عن الثروات المدفونة في الأرض ومناجم الذهب والفضة والألماس والنفط، والبعض تحدّث عن الطبيعة والبحر والسحاب.. وبينما كان الطلاب يتندرون ووصلوا إلى خزائن الأغنياء وجيوبهم.. بقي الأستاذ صامتاً يترقب تلميحاً ما ظل غائباً بين الإجابات المتراكمة، ثم ما لبث أن أخرج صوراً لعلماء وفنانين ومخترعين وشعراء ومفكرين.. وكانت اللوحة الأخيرة لمقبرة كبيرة تضم رفات العديد من الموتى أشار إليهم الأستاذ قائلاً: هؤلاء كانوا أغنياء بما يحملونه في عقولهم من معارف وما يجيش في صدورهم من مشاعر، لكن الكثير من الناس ماتوا قبل أن ينقلوا ثرواتهم ومعارفهم وخبراتهم إلى العالم.. وقبل أن ينتهي الدرس طلب الأستاذ من طلابه أن ينقلوا إلى العالم كل الأفكار والمشاعر الجميلة التي يشعرون بها ويدوّنون معارفهم وعلومهم وخبراتهم، ولا يتركون في أنفسهم ثرواتهم الغالية من الإبداع والتميز وتلك البصمة الجميلة المتفردة التي وهبها الله لكل إنسان .