أثر الفراشة السورية
عودة طيبة.. والعود أحمد.. سورية تضيء مقعدها في جامعة الدول العربية.. عودة عزيزة مشّرفة بعد انتصار على الإرهاب والتكفير.. عودة تدفع بالجامعة العربية إلى تمكين العلاقات العربية والتعاون فيما بينها لتكون قوة اقتصادية وإقليمية يعتدّ بها، وتملك زمام مصالحها ومصالح شعوبها.
اليوم ونحن على أبواب عهد عربي جديد، ونصر مؤزّر لا خلاص لنا من الضعف إلّا بالقرارات العربية الاقتصادية الجريئة وعبر اتفاقيات تجارية وتفاهمات جمركية وبنوك مشتركة وتكامل اقتصادي وصناعي.
ولن يدّعي أحد أن الأمور على طبق من فضة..لأن الدول الاستكبارية والمسيطرة والمحتلة لن يروق لها الانسجام والتعاون العربي المشترك.. ولاسيما أنه مدعوم ومسنود من الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج من دون استثناء!.
وإن أفضل رد على هذا التشويش هو النظر إلى المستقبل العربي والعمل المشترك..
الفرص كثيرة و الفراشة السورية الجميلة الخارجة من الشرنقة في ولادة جديدة وقوية للدولة السورية تبسط أجنحتها للتعاون العربي المشترك وللتعاون الإقليمي والدولي.. والباب مفتوح لمشاريع إعادة الإعمار ..وسورية لديها الكثير من الكنوز والثروات في مقدمتها العنصر البشري المؤهل والقطاع المهني والزراعي والصناعي والخدماتي والتعليمي.. والمالي.. وقد بدأنا اليوم نزيد من سرعة الانطلاق باتجاه التعافي الاقتصادي والاجتماعي.. وأن أفضل وقت للإعلان عن عودة اتفاقيات التجارة والعمل العربي المشترك هو اليوم وليس غداً لأن القطار يسير ولا فائدة من الانتظار فلا تكاد توجد دولة عربية صغيرة أو كبيرة غنية أو فقيرة إلّا ولديها من التحديات ما ينوء بحمله كاهلها , و بدلاً من التشويش علينا إصلاح ذات البين وتقوية الاستثمار في مشاريع كبرى إستراتيجية، ولعلّ الرسالة الأهم هي عودة الرأسمال المغترب السوري والصناعات السورية إلى حضن الوطن.. وبفرض أن الاستثمارات تبحث عن مناخ ملائم فنحن اليوم من يصنع هذا المناخ.
لقد عانت سورية من العقوبات الأحادية الظالمة، وتم استهداف الشعب والأمان بشكل ممنهج وقبيح ولأنها كانت الحرب وتحت سدولها يباح ما لا يباح انزاحت شرائح كبيرة من الشعوب العربية في كثير من الدول العربية ورمي بهم في فضاء الجوع والخوف.
اليوم والمستقبل سيكون للعمل العربي المشترك فإنّ الفراشة السورية تعتلي صهوة مقعدها بجدارة ومحبة، مؤكدة أنها عندما تهز بجناحيها ستزيل كل الغبار والتكلس عن الخلافات والصراعات معلنة صفحة جديدة مع الإخوة والأشقاء العرب، فقد ثبت أن العمل العربي المشترك هو الضامن لمصالح الشعوب العربية، واليوم تفتح الأبواب والنوافذ أمام انطلاقة عربية وإقليمية ودولية جديدة والفرص المنتظرة ستحفل بقرارات عربية جريئة وقوية تعيد الصواب وتحقق العدالة وتفتح المجال أمام جميع الشعوب العربية للنهوض من كبوتها..واعتلاء أمجادها وما يليق بها من سيادة وحضارة.