الغذاء يستهلك أكثر من 60% من الدخل متوسط تكلفة «الطبخة» ٢٥ ألف ليرة… وتساؤلات عن مائدة رمضان؟
تشرين – دانيه الدوس:
ربما هي أربع أو خمس أكلات فقط عددها عضو لجنة الخضار والفواكه في سوق الهال محمد العقاد من الممكن أن تكون طبق المواطن الرئيسي هذا العام ليس فقط بسبب ارتفاع أسعار الخضار إنما بسبب مجيء شهر رمضان في أواخر فصل الشتاء ولم يحن نضج أغلب الخضار والفواكه بعد وفي حال وجدت فستكون تكلفة أقل طبخة تتجاوز 25 ألف ليرة كما أكد العقاد، إذ رأى أنه من الممكن أن نلمس انخفاضاً في أسعار الخضار في حال بقي الجو ربيعياً ولم تنخفض درجات الحرارة.
وأكد العقاد أن المواطن للأسف أصبح يشتري الخضار بالحبة والحبتين لتأمين طبخة يوم واحد بسبب ارتفاع الأسعار الكبير بينما كان يشهد سوق الهال في مثل هذه الأوقات قبل مجيء شهر رمضان حركة كبيرة وأناساً يتنافسون على تكديس الخضار في سياراتهم، مشيراً إلى أن المستهلك اليوم بات يرى الخضار والفواكه غالية مهما كان ثمنها والسبب تدني القدرة الشرائية له في حين تكون أسعارها بالكاد تجني تكلفة المزارع فلتر المازوت يصل إلى 10 آلاف ليرة أحياناُ، وأشار العقاد إلى أنه يتم تصدير البندورة والكمأة والتفاح والبرتقال إلى دول الخليج والسعودية حيث يتم تصدير 4 برادات يومياً، كما يتم تصدير بين برادين إلى 3 من الحمضيات إلى العراق ودول الخليج.
تضخم وغلاء
المحلل الاقتصادي د.سنان علي ديب أكد أنه من النادر أن تكون العائلة حالياً قادرة على إعداد تحضيرات الفطور والسحور كما اعتادت خلال هذا الشهر الكريم المتمثلة في طبخة أساسية وشوربات ومقبلات، حتى الإفطار من الممكن أن يكون على الماء وحده من دون التمر، فلن يمر رمضان هذا العام برأيه كما كان يمر لارتفاع التكاليف ولقلة الحيلة والقدرة الشرائية فسيكون هناك تقشف شديد يتمثل بأقل طبخة وضمن أدنى المحتويات سعراً ومواصفة، هذا بعد التنازل عن المنكهات والفواكه والعصير.
وأشار علي ديب إلى أن أقل إفطار لعائلة اليوم بحاجة إلى أكثر من 70 ألف ليرة طبعاً هذا بالحدود الدنيا، فاليوم أصبحت تكاليف المعيشة متضخمة، ناهيك عن ارتفاع الأسعار المستمر، بالتوافق مع تذبذب في سعر الصرف، مشيراً إلى وجود من يستغل الأزمات والكوارث حتى أزمة الزلزال الأخيرة هناك من استغلها في رفع الأسعار بدلاً من تخفيضها تضامناً مع الأسر المنكوبة والمشردة في الشوارع تبحث عن مأوى فكان هنالك عبثية في رفع أسعار الإيجارات بأسلوب وحشي لايمت للإنسانية بصلة.
ورأى علي ديب أن الأسرة المكونة من 5 أشخاص كانت بحاجة إلى 30 ألف ليرة شهرياً قبل الحرب موزعة على الغذاءـ أما اليوم فهي بحاجة لأكثر من مليون ونصف مليون ليرة شهرياً للعيش ضمن المعقول فالتضخم تجاوز الحدود وحالياً الغذاء يستهلك أكثر من 60% من المعيشة، إضافة لتضاعف أجور النقل وأسعار الألبسة، فحتى سوق البالة أصبحت أسعارها تفوق قدرة المواطن الشرائية.
حلول مؤقتة
وعن الحلول الممكنة لرفع معيشة المواطن أكد علي ديب أننا نطالب في مثل هذا الوقت من الشهر بحلول مؤقتة كالمنحة للعمال إضافة إلى وجود تكافل اجتماعي وتقديم معونات من خلال الجمعيات.
فقد تبين بحسب ديب بعد واقعة الزلزال أن الشعب السوري بأكمله بحاجة إلى معونات وليس فقط من تضرر بسبب الزلزال، مشيراً أن هذه الحلول ليست هي الحلول الأنجع إذا ما أردنا حلولاً استراتيجية تتضمن التعافي والانتعاش، ولكن الحلول تكمن في ضبط الأسعار والتكاليف و العودة بالإنتاج الى الإنتاج الحيواني والزراعي، إضافة الى تشجيع الصناعات الصغيرة وخاصة التي تعتمد على المنتجات الغذائية وكبح التضخم ومنع الاحتكار الذي يعد السبب الأساسي للغلاء.
فهناك بعض المؤسسات تسخر وجودها من أجل تشجيع الاحتكار ولاتتدخل إيجابياً وتسوق سلع المحتكرين بالدعايات المضللة، مضيفاً والحديث لديب: نحن بحاجة الى العمل الجماعي لاستثمار كل طاقات المجتمع الخاص والعام والمشترك فقد أثبتت كارثة الزلزال أن هناك العديد من الطاقات بحاجة إلى استثمار وتشجيع فقد تضرر الأمن الغذائي والصحي والنفسي وأصبحنا بحاجة لورشات طوارئ لسد الثغرة وترميم الفجوة نتمنى أن يكون هنالك تكافل اجتماعي لترميم الآلام والتخفيف منها كما كانت في الاندفاع الأولي للكارثة لكن للأسف تلاشى جزء كبير منها بعد فترة وجيزة.