في مؤشر على الركود الاقتصادي.. شركات أمريكية تستغني عن موظفيها
في مؤشر على الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة، أظهر مسح جديد أن عدد الشركات الأمريكية التي تتجه نحو الاستغناء عن مزيد من موظفيها في تصاعد مطرد، وسط التوقعات المتشائمة لأسواق العمل هذا العام.
المسح الذي أجرته الرابطة الأمريكية لاقتصاديات الأعمال ونشره موقع فوكس بيزنس أوضح أن 20 بالمئة من الشركات الأعضاء في الرابطة يتوقعون انخفاض معدل التوظيف في الأشهر المقبلة.
وقالت مديرة الرابطة جوليا كورونادو: للمرة الأولى منذ تفشي جائحة كورونا عام 2020 يتوقع مزيد من المشاركين في المسح الاستغناء عن عدد أكبر من الموظفين، مشيرة إلى أن نتائج المسح الجديد تدل على قلق واسع إزاء حدوث ركود اقتصادي هذا العام.
وأوضحت كورونادو أن أكثر من نصف المشاركين في المسح يعتقدون أن احتمال حدوث ركود اقتصادي أعلى بنسبة 50 بالمئة على الأقل مقارنة بالعام الماضي.
وأشار المسح إلى وجود مؤشرات على تراجع سوق العمل فى مواجهة معدلات لفائدة المرتفعة مذكراً بتوقعات المسؤولين بالاحتياطي الفيدرالي حول ارتفاع معدلات البطالة في الولايات المتحدة بسبب الارتفاع الشرس وغير المسبوق لمعدلات الفائدة ما يعني أن مليون أمريكي أو أكثر سيخسرون وظائفهم هذا العام.
ورجح اقتصاديون في الولايات المتحدة أن يستمر الارتفاع في أسعار الفائدة ليدخل الاقتصاد الأمريكي في مرحلة ركود العام المقبل وذلك وفقاً لأحدث استطلاع ربع سنوي أجرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية مؤخراً.
وكانت شركة مايكروسوفت أعلنت في وقت سابق عزمها التخلي عن 10 آلاف موظف في الفترة الحالية وحتى 31 آذار المقبل، وذلك بسبب استعدادات الشركة لتباطؤ في نمو إيراداتها خلال الفترة القادمة. وأوضحت الشركة أنها ستتحمل رسوماً بقيمة 1.2 مليار دولار في الربع الثاني من العام المالي الجاري، ما سينتج عنه تأثير سلبي على أرباح السهم المعدلة بقيمة 12 سنتاً.
وتأتي خطوة مايكروسوفت، عملاق التكنولوجيا الأمريكي الشهير، بعد خطوات مماثلة قامت بها شركة “ألفابيت”، و”أمازون”، و”سيلفورس”، وغيرها من الشركات التي خفضت أعداد موظفيها في الآونة الأخيرة.
ويأتي تخفيض أعداد الموظفين بالشركات التكنولوجية بسبب الانكماش الذي حدث في القطاع، بعد أن تراجع الطلب إلى أوضاع ما قبل جائحة كورونا، والتي شهدت قفزة كبيرة في الطلب على خدمات الحوسبة والخدمات السحابية من الشركات والحكومات في ظل انتشار فيروس كورونا.
ويدفع الارتفاع في الأسعار الشركات بشكل عام إلى أن تصبح أكثر حذراً في الإنفاق على التكنولوجيا وخدماتها.
وأعلنت مايكروسوفت في شهر تموز من العام الماضي أنها تعتزم خفض أقل من 1 بالمئة من موظفيها، كما أعلنت عن جولة ثانية من تخفيض العاملين لديها في شهر تشرين الأول الماضي، بلغ حجمها نحو 1000 عامل.
ويأتي الكشف عن خطة التسريح الجديدة قبل أسبوع فقط من إعلان الشركة الأمريكية عن أرباحها للأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي. وتبلغ القيمة السوقية للشركة نحو 1.8 تريليون دولار.