لقطات
1
من خلال رصدنا بعض العروض المسرحية الخاصة بالطفل التي قُدمت مؤخراً في ثلاث مدن: اللاذقية، حمص، دمشق، وجدنا أن أربعة عروض منها قدمت من مسرحيات الكاتب نور الدين الهاشمي، وهي (رحلة الحظ، سفينة الأحلام، سرحان في وادي الكسلان، جبل البنفسج)، وأحد تلك العروض استعيد مرة ثانية ، ما يعني إعجاب المخرجين بنصوص الهاشمي وأنها الأكثر حضوراً في مسرح الطفل، لكن المفارقة التي تستوقفنا أن نصوص الهاشمي تعاني في الوقت نفسه من تأخّر طباعتها في وزارة الثقافة، فلا تزال أكثر من خمسة نصوص في كتاب واحد تنتظر الطباعة رغم الموافقة عليها منذ ثلاث سنوات!
2
أغلب مهرجانات الشعر في الأقطار العربية تُعقد على وجهين متناقضين، فإن تأملت وجهاً منها ستجد أن أغلب الشعراء المشاركين تتكرر مشاركاتهم، بشكل غير منطقي، بفارق زمني لا يتعدى الدورة الواحدة، وحتى تهدأ سريرتك، تمضي لتأمّل المهرجانات على الوجه الآخر، فتجد أنها تُعقد بأسماء أكثرها أنت في بلدك لم تقرأ لها أو تسمع بها، فتستغرب كيف وصلت لمهرجان شعر عربي ولم تشارك في مهرجان في بلدك. فالوجهان يدلان على عدم وجود منهجية في عقد المهرجانات، إما نكرر الأسماء ذاتها التي سبق أن شاركت ونحرمُ بقية الشعراء الذين يستحقون أيضاً المشاركة، أو نستضيف أسماء لم يسمع بها أحد من قبل، ولذلك نزعم أن وجهي المهرجانات لا يمنحان شريحة أسماء من الشعراء تستحق تجاربها فرصة الحضور في المهرجانات، كما يخيّبان أمل جمهور الشعر المدقق لفن الشعر الذي سيتم القضاء عليه لو استمرت هذه المنهجية في عقد المهرجانات!
3
بعض الأدباء يذكرون في لوحة نشاطهم أسماء الأماسي والمهرجانات التي شاركوا فيها والتي بعضها لم يسمع بها أهل البلد الذي ينتمون إليه، ومن دون أن ينسوا اسم كل معرض شارك فيه كتابهم العظيم، وعدد اللقاءات الإذاعية أو التلفزيونية التي أجريت معهم، لكنهم يتعالون عن ذكر اللقاءات الصحفية إن وجدت، كما يذكرون المناصب الإدارية التي شغلوها من أدناها إلى أعلاها، ويركزون على تعداد عضويتهم في الجمعيات والاتحادات، وأسماء الجوائز التي نالوها، والتي حلموا أن ينالوها. ففي ظل ذلك نعتقد أنه كلما زادت هذه الإشارات قلّت أهميتهم الإبداعية، ولذلك نهمس لهم جميعاً حتى تكتمل المفارقة المضحكة أنه فاتكم ذكر «المرحات والامتيازات »التي مُنِحَتْ لكم في المرحلة الابتدائية!