عمليات النصب والاحتيال تتطور.. والجهات المعنية لها بالمرصاد

تشرين – علام العبد:
تتناقل الأوساط الاجتماعية في القلمون الغربي في محافظة ريف دمشق باستنكار ودهشة واستغراب حالات النصب والاحتيال التي يتعرض لها العديد من الأشخاص في المجتمع المحلي هناك، ويتحدثون ويتهامسون ويتساءلون في جلساتهم العامة والخاصة كيف استطاع هذا الصائغ جمع هذه الأموال والتوارى عن الأنظار وكأنه “ملح وذاب”؟ وكيف لرجل أعمال استطاع الحجز على من احتال عليه؟، ويتناقلون قصة المغترب السوري الذي خسر أمواله عندما وثق بصديقه وأرسل له كل ما جناه بعرق جبينه بالغربة ليتفاجأ فيما بعد أنه تعرض لعملية نصب واحتيال حيث ذهبت أمواله أدراج رياح صديقه.

تأتي عمليات الاحتيال على غفلة وفي وقت غير متوقع، ويقع في شراكها الناس من مختلف والأعمار ومستويات الدخل

وعلمت “تشرين” من مصادر مطلعة أن عمليات النصب والاحتيال المالي كثيرة هي التي مورست في القلمون مستغلة الظروف الاقتصادية والمعيشية التي يعيشها المجتمع المحلي ودونتها ضبوط الوحدات الشرطية وعجت بها أروقة القصر العدلي في(النبك) وعلى إثرها جرى توقيف أكثر من مطلوب بجريمة نصب واحتيال بإيعاز من رئيس النيابة العامة في النبك المستشار القاضي خالد عبدالقادر ومتابعة وإشراف من العقيد سليمان زريف شيحه مدير منطقة النبك ومديري النواحي الشرطية في المنطقة ،  ونجحت الشرطة في القلمون برصد ومتابعة توقيف أكثر من محتال ونصاب مبينة في هذا المجال أن الأجهزة الشرطية ستكون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بأمن المجتمع والاستيلاء على أموال الناس بالنصب والاحتيال، وستلاحق هذه العصابات الإجرامية أينما وجدوا حتى ينالوا العقاب الرادع الذي يستحقونه وفقاً للقانون.
إلى ذلك تزايدت عمليات النصب والاحتيال حيث سجل العام الماضي عشرات الحالات التي تعرض لها عدد من الأشخاص في مدن القلمون، وفقاً لما شهدته محاكم القصر العدلي في النبك، التي جرى على خلفيتها توقيف أكثر من متهم في جريمة نصب واحتيال.
هذا وتأتي عمليات الاحتيال على غفلة وفي وقت غير متوقع، ويقع في شراكها الناس من مختلف والأعمار ومستويات الدخل.
ويرى المحامي معتز درويش أن لهذا الظاهرة المرفوضة والمنبوذة، الاحتيال أو المحتال إنما هو نتيجة تنامي القيم المادية على القيم المجتمعية والثقافية والمصلحة العامة.
ولفت إلى ما يجب أن نعرفه أن كل شخص منا معرّض لعمليات الاحتيال، التي عادة ما تنجح  لأنها تبدو حقيقية للمستغفل في غالب الأحيان.

مغترب سوري خسر أمواله عندما وثق بصديقه وأرسل له كل ما جناه بعرق جبينه بالغربة ليتفاجأ فيما بعد أنه تعرض لعملية نصب واحتيال

فيما أشار المحامي مفيد جورج عمار بأن أساليب النصب والاحتيال في سورية مثلاً ، تطورت بشكل لافت مؤخراً للإيقاع بالضحايا، عبر طرق قد لا تخطر على بال أحد ومنها التمثيل.
وقال : يستغل المحتالون أيضاً التقنية الحديثة، ومواقع التواصل لخلق قصص يمكن تصديقها من شأنها إقناعك بتقديم مالك أو تفاصيلك الشخصية.
وقال عمار تعليقاً على قضايا النصب والاحتيال في المجتمع السوري : إن تزايد حالات النصب والاحتيال، “يكشف عن وجود هشاشة اجتماعية أولاً، وعن طبيعة إدارة الشأن العام وتسيير مشكلات المواطنين، ويفرز في النهاية مثل هذه الحالات من التحايل والنصب على المواطنين، لمجرد أن المحتال يعرف أن توقيفه لن يستمر أكثر من أشهر قليلة.
ولا يتوقف النصب والاحتيال على المواطنين البسطاء، وإنما امتد إلى رجال أعمال وتجار وغيرهم ممن يملكون رؤوس أموال ضخمة، والذين تعرّض بعضهم لمحاولات نصب وابتزاز ما دفع الكثير من المحامين تنبيه المواطنين، من الوقوع ضحية لعمليات نصب واحتيال، ودعوتهم إلى الحذر من هذه المحاولات.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار