لقطات
1
من المتعارف عليه أن يكون أعضاء لجنة التحكيم في جائزة ما من الاختصاص ذاته للمسابقة، إذ لا يعقل أن يكون مسرحيّ موجوداً في لجنة مسابقة للتطريزأو للعزف على آلة موسيقية ما، فهذا يفقد المسابقة وجائزتها المصداقية، وتالياً يعود سلبياً على من فاز بها، فألا تقرأ اسم مخرج مختص بالأفلام الوثائقية في عضوية لجنة مسابقة للأفلام الوثائقية أعلنت نتائجها مؤخراً في حمص، يدفعنا للشك بأن اللجنة برمتها لا تعرف ماذا تعني أفلام وثائقية، وتالياً لا مصداقية لمثل هذه الجائزة، ولنا أن نستغرب مثل هذه الجائزة والهدف من المسابقة!
2
يلاحظ المتابع المدقق لجمهور الأماسي الشعرية والقصصية في بلدنا، أن أغلبه من الأصدقاء والأقرباء، بعد أن باتت متابعة الأماسي أقرب إلى الاستعراض وليس من باب حب فن الشعر أو القصة، وما يثبت ذلك أن معظم هذا الجمهورغير مهتم بالإصغاء، فهاتفه الجوال يعمل براحته من دون وضع صامت تقديراً للشاعرأو القاصة، وتراه، أي هذا الجمهور يزيد الطين بلةً في استعراضه عندما يطالب الشعراء والشاعرات، القاصين والقاصات، بنسخة من كتابهم الجديد، غير مكلّف نفسه البحث عنه في المكتبات ودفع ثمنه، رغم أن بعضهم ليس من شرائح الدخل المهدود، وحالتهم الاقتصادية ليست سبباً في امتناعهم عن الشراء، يسألون عن نسختهم الخاصة، وهم يتشدقون بأحاديث الإعجاب عن الغرب الإمبريالي الذي يستطيع الكتّاب فيه (ذكوراً وإناثاً) أن يسترزقوا من ريع كتاب لهم.!
3
يستاء الكثير من متصفحي وسائل التواصل الاجتماعي من المنصات التي تعتمد الإثارة في نشر أخبارها عن الفنانات من خلال ملاحقة أدق تفاصيل حياتهنّ، لاعتمادها العناوين المثيرة التي لها علاقة بالعري لجذب القرّاء، يستاؤون من دون أن يتنبهوا إلى أن هذه المنصة أو تلك سرعان ما سينفضّ الناس عن متابعتها حين اكتشافهم الحقيقة، وأن هذه المنصة أو تلك ستذوي شيئاً فشيئاً، وحالهم يذكرنا بما كانت تعمد إليه صحيفة عربية لبنانية، إذ كانت تنشر صوراً لفنانات أجنبيات شبه عاريات على صفحتها الأخيرة، لتسويق ذاتها، لكنها لم تستمر بسبب ملل الناس من صورٍ كهذه، فالمصداقية هي الجاذب الحقيقي والمستمر للقراء والمتصفحين لا الإثارة.