لقطات

1
نقرأ بين حين وآخر تفخيماً لهذا الكاتب أو ذاك، بأنه الكاتب المفكر، أو الشاعر الكبير، أو القاص الأول، أو سيد المسرح، من دون أي وجه حق في إطلاق هذه الألقاب التي هي أثواب فضفاضة على من أُطلقت، فإنجازاتهم لا تستحق ما هو دون هذه الألقاب فكيف بها؟ ففي اعتقادنا لا يجوز أن نطلق على كاتب ما، لقب مفكر من دون حصادٍ يتجسدُ في كتبٍ وعديدٍ من مقالات ومشاركات في مؤتمرات وندوات، فكرية، أو نطلق لقب ناقد كبير من دون امتلاك هذا الكاتب منجزاً نقدياً يتجسد في كتابين أو أكثر، بمعنى؛ ثمة ما يقول عنه، إنه صاحب لقب كهذا، في النقد أو في غيره من المجالات الإبداعية والفكرية. ولعلَّ من يُطلق عليهم تلك الألقاب يتواضعون قليلاً، وفي مقدمتهم بعض زملاء لنا في وسائل إعلامية، مسموعة ومرئية ومقروءة، فمنح تلك الألقاب بشكل عشوائي ومجاني يثير السخرية عليهم لا الإعجاب!
2
لا نعرف من أي وجهة نظر انطلق بعض القائمين على أحد أهم المهرجانات المسرحية تاريخياً، وهو مهرجان المسرح الجامعي، حين تختتم فعالياته، بتوزيع جوائز عدة، بحيث لا تخرج من المهرجان فرقة مشاركة إلّا وفي جعبتها جائزة ما، كأفضل عرض، أو أفضل ممثل، أو أفضل ممثلة، أو أفضل إخراج، أو أفضل سينوغراف، إلى آخره. يمنحون تلك الجوائز متناسين أن منحها هو تحفيزي لمن لم يستطع تحقيق جائزة، وأن منح الجميع جوائز قتلٌ للإبداع ومحفزاته في هِمَمْ كل المشاركين الشباب الذين هم في عُمْرٍ يحتاجُ لشحذ مواهبهم وتحفيزها، لا توزيع ثناءات وكأنهم في مرحلة ابتدائية.

3
يصر بعض الذين نتوجه لهم نحن معشر الصحفيين ببعض الملاحظات والانتقادات حول أعمالهم “العظيمة” بأننا لسنا نقاداً، وأن النقد يحتاج خبرة في مجالات عدة، يتوهمون أننا يجب أن نحصّلها من عشرة اختصاصات أكاديمية، ورغم أننا لم ندّع أننا نقاد في يوم من الأيام، وفق التعريف الأكاديمي، إلّا أننا نؤدي واجبنا في النقد الصحفي الذي بات من أبجديات العمل الصحفي والذي يفترض أن يحلل ويقوّم الأعمال المرئية على تعددها، وفق خبرة من يمارس هذه المهنة، وهو نقد يعترف به من يمارس النقد الأكاديمي، فإلى متى سنظل تحت سطوة المثل السائر “مأكول مذموم”؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار