الانتخاب.. حق وواجب 

نعم نحن على موعد مع يوم استثنائي حدده المرسوم التشريعي 216 الذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد بتحديد 18 أيلول القادم موعداً لانتخابات أعضاء المجالس المحلية, وتكريس ملحمة المسؤولية الوطنية التي يحملها الجميع من ناخبين ومنتخبين, وإنجاز الاستحقاق في موعده بما يحمله من مؤشرات مهمة, واستحقاقات في غاية الأهمية مقبلين على تحقيقها , وخاصة في ظل ظروف صعبة وقاسية أرضيتها حرب كونية مازالت مستمرة وحصار اقتصادي مازالت مفاعيله تترجم على أرض الواقع، وتأثيراته تطول معيشة المواطن في أدق تفاصيلها.

لهذه الأسباب وغيرها نقول إن هذه الانتخابات لابد أن تحمل في مضمونها مجموعة من الأهداف , وإستراتيجية عمل يسعى من خلالها الجميع للوصول إلى صيغة عمل للخروج من هذه الأزمات المتلاحقة التي فرضتها ظروف الحرب والحصار وما نجم عنه من مشكلات اقتصادية واجتماعية طالت جوانب مختلفة من حياة المواطن , لاسيما في المأكل والملبس والعمل, وحدوث فجوة كبيرة في مستويات الدخل , وبين ما هو متوافر من مستلزمات ومقومات للعيش الكريم , وما هو مطلوب، أو حتى التماشي مع تطورات المعيشة والغلاء المستحكم فيها , لاسيما فيما يتعلق بالأساسيات كالكهرباء والمحروقات مروراً بالأسواق وما تحمله من ارتفاعات سعرية للسلع الأساسية وخاصة الغذائية منها، مروراً بأزمات النقل وفواتيرها المرهقة , من دون أن ننسى ما يحدث على مستوى القطاعات الإنتاجية (الزراعية والصناعية) وما تحمله من أوجاع لأهلها لم تستطع الجهات المسؤولة حتى تاريخه إيجاد الحلول المناسبة لزيادة الإنتاجية، وتعزيز موقعها في الأسواق المحلية .

وبالتالي كل ما ذكرناه فهو القليل مما نعانيه من أزمات على مستوى الدولة والمواطن , منها ما يتعلق بظروف الحرب والحصار , ومنها ما يتعلق بتبعات ذلك , وأخرى تتعلق بحالات الفساد والترهل الإداري , وتدني مستويات الإنتاجية وغيرها في معظم مفاصل العمل الحكومية على اختلافها وتنوعها.

كل ذلك يضعنا نحن كمواطنين (ناخبين) أمام مسؤوليات كبيرة في اختيار مجالسنا المحلية القادرة على فهم طبيعة المرحلة بكل مشكلاتها وهمومها , والقادرة على إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات, واختيار الكفاءات والكوادر المعبأة بطاقات إيجابية قادرة على وضع خطط تنموية تستهدف بالدرجة الأولى قوت المواطن وتحسين معيشته , من خلال تعزيز قوة الإنتاج وتجفيف منابع الفساد.

والأمل كبير في اختيار الأفضل والأنسب لمجالس إداراتنا المحلية لأنه حق وواجب على الجميع .

Issa.samy68@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار