وزارة الصبر !

لفتت نظري أمس حلقة من مسلسل “ببساطة ” تدور مجرياتها حول تأسيس وزارة تعمل على تخفيف احتقان وهموم المواطنين في شتى المجالات سموها “وزارة الصبر”، يتدخل موظفوها ويعملون على تهدئة أي شخص يتعرض لمشكلة ويطلبون منه الاسترخاء وممارسة بعض تقنيات “اليوغا” بأخذ نفس عميق أو بإعطائه حبة شوكولا.

بناء على هذه الحلقة أقترح إقامة وزارة للصبر ، لكن يجب أن تكون مخصصة للمسؤولين حتى تعينهم على تحملنا والتعامل مع “غتاتة” طلباتنا التي لم تعد تطاق!

فالمواطن يشتكي بشكل دائم من “اعتداءات” المولات والمحال التجارية وأصحاب السيارات على الأرصفة كأنها أملاك شخصية، ما يسبب حوادث كثيرة رغم تأكيدات المعنيين على قمع المخالفات والتشدد بالرقابة .

والفلاح يشتكي من فشل زراعاته ومحاصيله رغم تأكيدات وزارة الزراعة أنها أمنت معظم احتياجات المحاصيل إلا أن الظروف المناخية جاءت عكس ما يتمناه الجميع، فكان الناتج أقل من ثلث التوقعات.

والمستهلك يتذمر من الارتفاع الآني بأسعار كل السلع وقيام التجار والباعة بالتسعير على “كيفهم” رغم وعيد وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لكل من يخالف الأنظمة والقوانين وقيامها بتسيير دوريات تموينية في كل شبر من أسواقنا وفي كثير من الأحيان يستخدم المفتشون سياراتهم التي اشتروها من كدهم في جولاتهم!

المحافظات توقف البطاقات الإلكترونية للسرافيس التي فضل أصحابها بيع مخصصاتهم من المازوت على العمل وتحقيق دخل يومي يقترب من ٢٠٠ ألف ليرة يوميا، ووضعت مراقبين للتأكد من التزام السرافيس بخطوطها يقومون بواجباتهم ولا يضعفون أمام ألفي ليرة يدسها أصحاب السرافيس في جيوبهم! مقابل كل هذه الجهود يتذمر الركاب لأنهم لا يجدون وسيلة نقل تأخذهم إلى مصالحهم وتعيدهم إلى منازلهم ويقولون إن ٨٠% من السرافيس قد تبخرت!

لهذا نتمنى إحداث هذه الوزارة بالسرعة القصوى لترد الغبن عن مسؤولينا وتنسيهم جحود مواطنينا لجهودهم المبذولة، رغم صبرهم الذي قارب صبر سيدنا أيوب “عليه السلام”.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار