إرادة تتحدى الجمر
يعبر ما ينجزه الشعب السوري يوما بعد يوم بإعادة بناء وزراعة كل ما تم تخريبه على أيدي الإر*هاب أو بفعل العوامل الطبيعية، عن حبه للحياة أولاً وعشقه لوطنه وأرضه، رغم كل الجراح والصعاب الخارجية والداخلية .
ما أنجزه أهالي الفاخورة في ريف اللاذقية وغيرهم من أبناء باقي المناطق خلال العامين الماضيين من إعادة الحياة إلى آلاف الهكتارات من الغابات والأشجار التي التهمتها النيران يؤكد التشبث بالأرض وإرادة الصمود وعدم اليأس مهما كانت التضحيات .
كذلك الأمر في حلب التي صب عليها أعداء الشعب السوري جام حقدهم فدمروا مصانعها وفككوا آلاتها وسرقوها وأحرقوا أراضيها، إلا أنه ومع اليوم الأول من تحرير أي منطقة فيها على أيدي أبطال الجيش العربي السوري كان الصناعيون والحرفيون يعودون إلى منشآتهم ينفضون عنها دنس الإرهاب وينتجون بما تيسر من إمكانيات غير منتظرين ترميمها أو طالبين العون من أحد.
واليوم أيضاً يبدأ أهالي إدلب في الريف المحرر بقطاف الفستق الحلبي الذي حاول لصوص المرتزقة سرقته وإحراقه، كدأبهم لسرقة عمال وفلاحي حمص وحماة وريف دمشق ودرعا .
وفي الوقت نفسه سخرت الدولة كامل مواردها لإعادة البنى التحتية اللازمة لعودة الحياة إلى جميع المناطق التي طالتها عمليات التخريب، وقدمت ما تيسر من معونات، وسنت القوانين والتشريعات المناسبة لمساعدة الصناعيين والفلاحين في إعادة إطلاق عجلة الإنتاج.
كل ذلك يثبت أن سورية ستكون عصية على اليأس كما كانت عبر تاريخها الطويل كلما تعرضت لنازلة قاومت ونهضت أقوى من قبل، بسواعد أبنائها الذين كما وصفتهم السيدة أسماء الأسد (اليوم) بأنهم يملكون الإرادة للمشي فوق الجمر، فيصنعون نصراً بطعم الزرع والشجر والخير، ويقوى عملهم على المُصيبة، ويقوى أملهم على المحنة، فيصنعان معاً بيادر خضراء تكسر قسوة الحريق.