عيد ..بأقل التكاليف!
بالتزامن مع قدوم عيد الأضحى المبارك، يبدو السفر لأغلبية المجتمع من المدينة إلى قراهم وأريافهم البعيدة أشبه بطقس اجتماعي، لتبدو العشوائيات شبه فارغة من قاطنيها فالأغلبية تتوق لاستعادة بعض من الفرح والسكينة لأرواحهم المتعبة .
فالمشهد ذاته يتكرر في كل عيد، حيث تعمد الأسرة إلى ضغط نفقتها أو إضافة ديون جديدة إلى قائمة نفقاتها، لكن في النهاية الجميع يريد عيداً بأقل التكاليف مقابل «كمشة» فرح وقليل من السعادة، لكن الواقع يشير إلى استحالة تحقيق مشروع صغير كهذا لأن تكاليف السفر وحدها تفتك بالميزانية المخصصة لذلك، فالعائلة المؤلفة من خمسة أفراد تحتاج خطة فقط لدفع أجور المواصلات وحدها التي ترتفع كغيرها بشكل جنوني، إذ وصلت أجرة الراكب الواحد في سيارات «الفان» إلى ٢٥ ألف ليرة, وفي السيارة «تكسي» ما يزيد على ٣٠ ألف ليرة ..من دون رقيب أو حسيب.
أما فيما يتعلق بثياب العيد فلها شجون أخرى، ففي الحالات الاضطرارية فقط, والوجهة هي «البالة»، بصرف النظر عن الجودة والموديل، ناهيك بحذف الحلويات التي وصلت أسعارها حدّاً غير مسبوق واقتصرت الأغلبية على حلويات تتضمن الدقيق والسكر فقط لتحقيق السعادة الوهمية لأطفالها، في المجمل الارتفاع الجنوني للأسعار الذي لم يشهد له مثيلاً حرم الأغلبية من تأمين الحد الأدنى من احتياجاتها، لأن مجمل هذه النفقات تقصم ظهر أي أسرة مهما تعددت جبهات عملها ومصادر رزقها، فالفقر افترس كرامات الناس، باستثناء قلة قليلة لا تزال تحيا الحياة بأعلى درجات مباهجها وكأن الحرب مرت من هناك!.