“درب حلب” يطلق فعالياته من المدينة القديمة بحلب .. محاولة لإنعاش وإحياء أسواقها

رحاب الإبراهيم

تبدو مدينة حلب القديمة وتحديداً الأسواق المرممة من محور باب أنطاكية باتجاه سوق السقطية وخان الحرير أشبه بخلية “نحل” بعد أن رجعت الحركة التجارية لتدب في أرجائها وخاصة أن معظم تجار هذه الأسواق فتحوا أبواب محالهم ضمن فعاليات مهرجان “درب حلب” الذي تنظمه الأمانة السورية للتنمية بالتعاون مع محافظة حلب وغرفة تجارة حلب ضمن خطة إعادة إحياء أسواق المدينة القديمة البالغة عددها 37 سوقاً وتنشيط الحركة التجارية والاقتصادية.
مهرجان “درب حلب” الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام تسبق أيام عيد الأضحى انطلق بزخم كبير مع تنظيم عدد من الأنشطة الثقافية في خان البنادقة الذي يتوسط خان الحرير وإقامة مسابقات متنوعة بين أسواق المدينة المرممة.
ويتوقع أن يشهد المهرجان إقبالاً ونشاطاً متزايدين خلال فترة المساء واليومين المتبقيين على نحو يسهم في إرسال رسالة هامة أن المدينة القديمة بأهميتها الاقتصادية والتراثية بدأت تستعيد عافيتها وحركتها.
المحامي بشار سكيف مدير برنامج الاستجابة القانونية في الأمانة السورية للتنمية تحدث لـ”تشرين” عن أهمية تنظيم مهرجان “درب حلب” في تنشيط الحركة التجارية في المدينة القديمة بحلب، حيث سيتضمن العديد من الأنشطة والفعاليات والمسابقات، مشيراً إلى أن أسواق مدينة حلب القديمة معروفة بحركتها التجارية وتراثها المادي واللامادي، وإقامة هذا المهرجان على أرض أسواقها يمثل محاولة لإنعاشها وتنشيطها، وهذه مسؤولية تقع على أهل حلب، وتعمل الأمانة السورية للتنمية بكل طاقاتها على تحقيق هذه الغاية الهامة.
ولفت سكيف إلى أن سوق الأحمدية سوف يفتتح قريباً وسوق الحبال قيد الترميم وسيكون جاهزاً خلال فترة قريبة مع التحضير لترميم أسواق جديدة، لم يرغب في الإفصاح عنها، لكن عموماً كل أسواق الشارع المستقيم الممتد من باب أنطاكية نحو قلعة حلب سوف ترمم وتوضع في الخدمة بالتدريج.
من جهتها عضو المكتب التنفيذي للأشغال العامة والإسكان والسياحة والثقافة والآثار ذكرى حجار بينت أهمية تنظيم مهرجان “درب حلب” بالتزامن مع حلول عيد الأضحى المبارك، مشيرة إلى أن إقامة هذه الفعالية الهامة تهدف إعادة الألق وتفعيل أسواق مدينة حلب القديمة، وخاصة عند معرفة أن بعض أصحاب المحال كانوا لا يفتحونها بسبب بعض الصعوبات، لكن اليوم هذه الصعوبات زالت بعد تضافر كل الجهود لإنجاز ذلك.
وبينت حجار أن محافظة حلب عملت على تأمين باصات النقل الداخلي لنقل المواطنين من جميع محاور مدينة حلب من أجل تسهيل وصولهم إلى المدينة القديمة وزيارة مهرجان “درب حلب” والتعرف على أسواق المدينة وتاريخها وتراثها.
ودعت حجار تجار سوق الأحمدية إلى استكمال رخص الترميم وخاصة أنه إجراء بسيط من أجل الاستعجال في افتتاح سوق الأحمدية بأقرب وقت.
بدوره عضو مجلس إدارة غرفة تجارة حلب سمير كوسان قال: نحن اليوم اتفقنا على “درب حلب”، الهادف إلى تفعيل أسواق مدينة حلب القديمة التي دمرها الإرهاب، وقد تحققت هذه الغاية بفضل جهود تجار ومالكي المحال التجارية في هذه الأسواق، والتعاون مع محافظة حلب ومجلس المدينة، لكن يبقى الشكر الأكبر للأمانة السورية للتنمية للدور الهام في إعادة إعمار وإقلاع هذه الأسواق التراثية من جديد”.
ولفت كوسان إلى أن الغاية من تنظيم مهرجان “درب حلب” ليس إقامة الانشطة والفعاليات في المدينة القديمة وإنما الهدف الأساسي إعمار وتشغيل هذه الأسواق بهمة تجارها وناسها وإنما إرسال رسالة للعالم أن أسواق المدينة القديمة بحلب عادت إلى نشاطها التجاري وإظهار مدى أهمية هذه الأسواق تجارياً واقتصادياً واجتماعياً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار