صحيح لا تقسم ..!
أكثر من عشر سنوات وأسواقنا المحلية لم تهدأ, أي منذ بداية المؤامرة الكبرى على بلدنا, وما رافقها من حرب كونية, وحصار اقتصادي كبير, وعقوبات ظالمة, لم ترحم البشر ولا الحجر.. كل انعكاساتها خطيرة عشناها لحظة بلحظة, وفي كل تفاصيل حياتنا اليومية نحن كمواطنين بالدرجة الأولى، ومؤسسات دولة وقطاعات عامة وخاصة , حيث لم يسلم من شرِّها أحدٌ , طالت البشر والحجر والحيوان والنبات , فكل ما يحدث في أسواقنا المحلية من نقص في الإمدادات, وغلاء في الأسعار من نتاجها, لكن من يحصد ويلاتها المواطن في معيشته أولاً وآخراً ..!
والمواطن مازال يتحمل وهو مدرك لهذه الحقيقة, ويتعايش مع الظرف بما يملكه من إمكانات لأن المشكلة لا تتعلق به فحسب, إنها مشكلة بحجم وطن والمعالجة أيضاً بهذا الحجم , فلا أحد يكابر أو يصابر إلّا ضمن دائرة المعرفة واليقين بما يحدث ويدبر لبلدنا, وهذه مسألة لها حساباتها لا نفرّط بها , ولا نناقش في طرق معالجتها ..!
لكن ما يحدث في أسواقنا المحلية خارج هذه الحسابات, والجميع معني به , ويدرك خطورته, وتأثيراته السلبية على المواطن, بدءاً من مستلزمات حياته اليومية من أكل وشرب وملبس , والتي لم يستطع المواطن تأمينها إلّا بمشقة كبيرة , وفي حدودها الدنيا , أسعار خيالية للخضراوات واللحومات والحلويات , تضاعفت أسعارها عشرات المرات , مقابل تدنٍ كبير في مستويات الدخل, وتعثر واضح في حلحلتها , وإيجاد الحلول في تحسين واقعها بما يلبي الارتفاعات المستمرة في الأسعار, والأخطر لم يتركوا خيارات يفاضل بها المواطن لاختيار ما يناسبه لتأمين حياته , كل ذلك يحدث على مرأى ومسمع الجهات المعنية, وما تحمله من ضعف في الإمكانات المادية, وحلول سريعة تتناسب مع طفرة الأسعار والقدرة الشرائية المتهالكة ..!
كل ما ذكرناه هل هو من تداعيات الحرب الكونية , ومفاعيل حصارها الاقتصادي وعقوباته ..!؟
أم هناك الكثيرَ من ضعاف النفوس من التجار, و هناك فاسدون كثر يساهمون في زيادة تدهور المعيشة , ناهيك بأعمال السرقة لجهد المنتجين من مزارعين وصناعيين, مقابل تراجع أهل الحماية والرقابة, وما يحدث في أسواقنا خير دليل ومثال ..!
والغرابة أن أسواقنا تضج بالسلع والمنتجات, وكل شيء متوافر فيها , وفي متناول يد المواطنين, لكن من يستطيع الشراء ..!؟
وحال المواطن ينطبق عليه المثل القائل: ” صحيح لا تقسم , ومقسوم لا تأكل, وكول حتى تشبع “..!؟
Issa.samy68@gmail.com