تسويق ١٣٠ ألف طن وتراجع كبير في إنتاج وحدة المساحة بحماة

محمد فرحة
يقال «حقيقة خشنة خيرٌ من تسويف ناعم» عبارة تختصر الكثير فبدلاً من تسويف بعض المعنيين وتصريحاتهم الناعمة لجهة أن إنتاجنا من القمح سيكون هذا العام مليون طن ونصف المليون, وهذا ما كنا نتمناه ونرجوه، في حين يقول آخر وكأنهم في سباق إعلامي: لقد وفرنا للمحصول كل متطلباته من المازوت والأسمدة وما يحتاجه، في الوقت الذي لم يعط 30 دونماً لدى مزارع في بلده كفر بهم من دون أن نذكر اسمه أكثر من ٣٦ أو٤٠ كيلوغراماً في من الدونم الواحد، في حين قال المهندس دانيال جوهر: إذا لم يروَ المحصول فكيف سيعطي إنتاجاً، لقد تركناه علفاً للأغنام بالأرض، وقال آخر من قرية أصيلة لم يتح لنا سقاية المحصول لغياب المازوت فجاء الإنتاج غير ما نشتهي .
عدد من المزارعين في بلده كفر بهم أم القمح التي تعد من البلدات الرئيسة في زراعة القمح لأكبر المساحات في مجال زراعة حماة قالوا: إن إنتاجنا من القمح هذا العام كان بمنزلة النكسة أو الكارثة حيث لم يعط الدونم الكميات المتوقعة عادة، وهذا أمر طبيعي عندما لا تتوافر لأي زراعة مقوماتها، المحصول في ذروة حاجته إلى المياه في شهري آذار ونيسان لم تصل المياه لسقايته فتم حصاده قشاً وهشاً بل تم تضمينه علفاً لأغنام المنطقة .
مدير عام هيئه تطوير الغاب المهندس أوفى وسوف قال: إن إنتاج سهل الغاب حتى اليوم بلغ 110 آلاف طن، وكنا نتوقع أكثر من ذلك بكثير لكن نظراً للظروف المناخية وعطش المحصول عند حاجته في آذار ونيسان أثرت كثيراً على مردودية الإنتاج في وحدة المساحة .
وحده مدير فرع السورية للحبوب في حماة المهندس وليد جاكيش كان دقيقاً في تقديراته حين قال في أول اجتماع تحضير تسويق المحصول: إن الإنتاج المتوقع لا يتعدى الـ120,000 طن وفي أحسن الأحوال 130,000 طن.
في كل الأحوال، أيام وتخمد حدة الحديث عن تسويق وإنتاج القمح وتنام وقائعه، وهذا دليل آخر على فشل السياسات الزراعية وعدم قراءة مجريات أحداث المحصول وما يحتاجه، والتصريحات وحدها غير كافية لإنتاجه الوفير، ما يخفف من فاتورة الشراء والاستيراد للمادة بالقطع الأجنبي، لكن المستفيد الوحيد من هذا التراجع موردو القمح .
ولم يعد يفصلنا عن استلام آخر شحنة أكثر من أيام بأسف وحزن نقولها ..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار