معرض الصناعات النسيجية خطوة للنهوض بالصناعة والصناعيين
بارعة جمعة
جمعهم حب العمل والرغبة في تحسين واقعهم العملي، فكانت الجهود مبذولة في سبيل تطوير واقع الصناعة ضمن القطاع العام الذي شكل وجهة أبنائه من صناعيي شركتي “وسيم و الشرق”، ممن قدّموا الكثير من التصاميم المميزة ضمن معرض الصناعات النسيجية الذي أقامته وزارة الصناعة لدعم ورفد الصناعة المحلية بأفكار جديدة وتذليل الصعوبات أمام مستقبل الصناعة السورية.
تحديثات العمل
أبرز ما قدمته الورشة التدريبية والمعرض اللذان أقيما ضمن المبادرة هو الوصول لصيغة عمل موحدة لدى شركتين وطنيتين أثبتتا وجودهما بقوة ضمن السوق المحلي، ليبقى الأمل فيما بعد المعرض بالعمل ضمن صيغة جديدة والاهتمام بتفاصيل معينة كالطباعة وتحديث الألوان والموديلات المطروحة في الأسواق، والذي أكده رئيس شعبة التصاميم ورئيس الصالة الثالثة في الشركة العامة للألبسة الداخلية “الشرق” المصمم “فؤاد دياب” خلال تصريحه لـ “تشرين” مشيراً إلى إدخال أصناف جديدة في صناعة الألبسة بكل أنواعها (ولادي، نسائي، رجالي)، كما سيتم العمل ضمن خطة جديدة لشركة “الشرق” وذلك عبر برنامج (الجيربر)، بهدف الاستفادة من الأقمشة وتخفيف نسب الهدر ومراعاة الدقة بالعمل، الذي ستظهر نتائجه ضمن الصالات خلال ستة أشهر.
في حين شكلت مسألة ضيق وقت الدورة الذي بلغ ١٠٠ يوم وعدم استثمار كل الأفكار المطروحة لها، عدا عن صعوبة تأمين الغزل واستيراد قطع الآلات إثر العقوبات المفروضة على سورية، عائقاً أمام تطوير العمل.
فيما يفتقد القطاع العام برأي “دياب” أيضاً للأريحية في طرح الأفكار والحصول على المواد لخضوعه لقوانين تلتزم بالموافقات من الجهات المعنية، ما يؤخر تطبيق الفكرة وتقديمها للزبون بوقت متأخر، فكانت هذه النقاط محور الحديث ضمن الدورة، لتخفيف القيود والاطلاع على السوق ومواكبته في سبيل التحضير بشكل مستمر للمعارض القادمة.
حلول إسعافية
يفرض الواقع الاقتصادي العام شروطه الخاصة على صناعة الألبسة المحلية، لتبقى لدى الصناعي فرصة وحيدة للخروج بأقل الخسائر، باعتماده على اقتراحات الشراء الفوري من الجهات الموردة للأقمشة كما هو حال القطاع الخاص الذي يعتمد بالدرجة الأولى على شراء مواده الأولية المستوردة من الهند نوع (كونباكت)، ليبقى للقطاع العام حلٌ وحيدٌ حسب تصريح ” مدير قسم التصاميم في شركة الشرق وهو الطلبات الإسعافية بمبالغ محدودة لا تكفي حاجة الصالات التي باتت بحاجة أكبر كمٍّ من الانتاج، ليبقى الشراء المباشر هو الحل الأمثل برأيه.
كما مثلت المشاركات المتكررة ضمن المعارض برأي “دياب” تقديم عروض أكبر وإنتاج وفير، إلّا أن بطء التوريدات تحول دون منافسة الصناعة في القطاع العام لمنتج القطاع الخاص.
بينما لدخول الشركة العام الجديد بخطط مبنية على رؤى العام السابق دوره في عدم مواكبة الموضة، التي باتت صراعاً حقيقياً لقطاع الألبسة والنسيج، لاعتماد الكثير منهم على منافسة الإنترنيت في العرض والبيع، ما يفرض على الجميع تقديم أفكار جديدة ومميزة تواكب العصر وذوق المستهلك، ما يجعل تبعية القطاع الخاص للقطاع العام في تطوير المنتج، ليبقى اقتراح العمل بنظام خطط فصلية الأسرع لجلب المواد وتدعيم العمل بشكل أفضل على حدِّ تعبيره.
وما يميز شركة الشرق برأي “دياب” اعتمادها على القطن بنسبة ممتازة، لنجد أنه عند مقارنتها بغيرها سنجد أنها الأرخص والأكثر جودة، وهذا يعود لوضع تكلفة المنتج بعد دراسة عملية للسوق المحلية، لتتناسب مع شرائح الزبائن المتنوعة.