ورشة عمالية لمناقشة تحديات سوق العمل المحلية 

تشرين

ساعات قليلة تفصلنا عن فعاليات ورشة العمل التخصصية الذي يقيمها الاتحاد العام لنقابات العمال من خلال المرصد العمالي التأشيري والبحوث التابع له تحت عنوان ” تنظيم سوق العمل في سورية.. المحددات الجديدة والتحديات التي تواجهه” وذلك يوم الأحد القادم على مسرح الاتحاد ذاته .

وتأتي هذه الورشة ضمن سلسلة المؤتمرات والندوات التي يقيمها الاتحاد والتي تشكل أهمية كبيرة في حياة العمال والحالة الاقتصادية على السواء ,

موضوع ورشة اليوم يتعلق بسوق العمل وأهميته في ظل التحديات التي تواجه الاقتصاد الوطني , وتحديات النمو والتشغيل والقدرة على جذب الاستثمارات وإيجاد فرص عمل جديدة , حيث يعاني سوق العمل في سورية من اختلال جانبي العرض والطلب , وفرص التشغيل من جهة , والطلب على الوظائف وعلاقتها بالخصائص العامة للموارد البشرية المنتجة في سورية من جهة أخرى.. من دون أن ننسى ما يعانيه السوق من اختلالات متعددة منها ما يتعلق بالرواتب والأجور وظروف العمل , وتراجع حالة الأمان والاستقرار الوظيفي , وانتشار أشكال العمالة غير المنظمة ، وعدم القدرة على تطوير التشريعات المتعلقة بتأمينات العمل , وأنظمة الحماية الاجتماعية , وتدني الأجور , وتراجع مساهمة المرأة في النشاط الاقتصادي , وارتفاع معدلات البطالة , وزيادة معدلات الهجرة من الكوادر البشرية المؤهلة والخبيرة , ناهيك بضعف التشبيك بين مخرجات التعليم وسوق العمل، إضافة إلى معوقات أخرى شكلت عامل ضغط على الحياة الاجتماعية والاقتصادية.

أمام كل ذلك نجد أن السياسات الحكومية خلال السنوات السابقة ساهمت في تأمين الحد الأدنى من مقومات سوق العمل في سورية , وتأمين مستلزمات وقدرة الاقتصاد على امتصاص البطالة وتعزيز الطلب على الوظائف من خلال الاستمرار في إصدار الموازنات العامة السنوية، وأيضا من خلال التوظيف في القطاع العام وزيادة الإنفاق العام والبرامج التنموية , إلا أن تلك الإجراءات لم تكن كافية لإيجاد سوق عمل مستقر يحقق التشغيل والطلب على الموارد البشرية والحد من البطالة وزيادة مشاركة الشباب والمرأة في سوق العمل .

من هنا تأتي أهمية هذه الورشة باعتبارها فرصة سانحة للحوار والنقاش بين الوزارات والمؤسسات والجهات المعنية والخبراء والاستشاريين ومنظمات العمل الدولية وغيرها حول مستقبل سوق العمل في سورية.

وبالتالي فإن الورشة حملت مجموعة من الأهداف تسعى لتحقيقها على مدار يومين من الانعقاد أهمها : مناقشة الاختلالات التي يعاني منها سوق العمل في سورية والوقوف على محددات وهياكل الطلب على الموارد البشرية , وتحليل خصائص بيئة العمل , وإشكالية الطلب على الوظائف , وتحليل البيئة القانونية والتشريعية والإجراءات التحضيرية لإيجاد الوظائف في القطاعين العام والخاص , وتحليل السياسات الكلية والقطاعية وتأثيرها على هيكل الوظائف في سوق العمل , وتعزيز الطلب على الموارد البشرية المؤهلة… إلى جانب مشاركة الشباب والمرأة في سوق العمل وتحديات زيادة الأعمال والابتكار وسياسات استقطاب الموارد البشرية , والبحث في دور المشروعات والبرامج التي تنفذها المؤسسات والمنظمات غير الحكومية في ايجاد فرص العمل وتحقيق الانتعاش الاقتصادي , وتحليل بيئة وبرامج الحماية الاجتماعية والتحديات التي تواجه تعزيز شبكات الحماية الاجتماعية في الاستقرار الوظيفي وتعزيز الإنتاجية والانتماء الوظيفي والعمل اللائق.. ناهيك بالمخرجات التي ستخرج بها الورشة والمتعلقة بكل القضايا التي ستطرحها على مدار يومين من البحث والنقاش والخروج بمشروعات حلول للمشكلات تكتسب صفة التطبيق بعد توفير البيئة المناسبة للحل والتنفيذ.