يحتاج دعماً أكبر
مؤخراً ظهر اهتمام حكومي واضح بالتعليم المهني والتقني من خلال تحفيزه ولفت النظر إلى أهميته وضرورة دعمه.
هذا الاهتمام وإن جاء متأخراً إلّا أنه كان ضرورياً ولا بدَّ منه في المرحلة الحالية, ولاسيما بعد ما رافق هذا النوع من التعليم ولازمه على مدى عقود طويلة من نظرة دونية لدى البعض على أن الملتحقين به هم من المقصّرين في الشهادة الإعدادية, الذين لم تؤهلهم معدلاتهم لدخول الثانوية العامة, يضاف إلى ذلك ما رافق المرحلة الحالية من نقص في الكثير من الاختصاصات التي يحتاجها سوق العمل والتي يتم ترميمها عادة عن طريق الخبرة والحرفية فقط وليس عن طريق الدراسة والتعلم .
الواقع اليوم خلق ظروفاً متغيرة تفرض علينا الحاجة الماسة لاختصاصات التعليم المهني والفني, فهي عماد الكثير من المجالات, وقد افتقدنا الكثير من خبراتها العاملة نتيجة هجرة الكثير من الشباب, ونتيجة زيادة الطلب عليها .
إن دعم التعليم المهني خطوة إيجابية في ظروفنا الراهنة ولكن يجب أن تترافق مع التشجيع على هذا النوع من التعليم والتأهيل له منذ مرحلة التعليم الأساسي بأن تكون هناك مثلاً مادة رئيسة في المنهاج عن أهميته أو شرح أساسياته وعلى ماذا يقوم وما تخصصاته, وتشجيع الطلاب الذين يوجد لديهم اهتمام بهذا التعليم حتى يكونوا أُسّسوا على أسس صحيحة, وعندها قد يجد الكثير من الطلاب ميلاً لهذا التعليم لا أن يكون جميع الملتحقين به مرغمين نظراً لمعدلاتهم المتدنية في الشهادة الإعدادية، وبالتالي سيكونون غير راغبين في الدراسة والإبداع فيها.
كما يجب أن يسهم القطاع التربوي والمعلمون في تغيير النظرة تجاه هذا التعليم بدءاً بأنفسهم وانتهاء بالطلاب والأهل، وأن طلابه يجب ألّا يصنفوا على أساس درجة ثانية وإلّا لما التحقوا به, هذه النظرة التي قد تدفع الطالب إلى الإحباط والخجل عند التحاقه به .
لدينا الكثير من طلاب التعليم المهني أثبتوا تفوقهم والتحقوا بمعاهد وجامعات وها هم اليوم تخرجوا في الكليات الهندسية والتطبيقية. لذلك لابدّ من توجيه كل الدعم لهذا التعليم الذي تعتمد عليه الكثير من الدول المتطورة على أنه عماد تطورها .