الفاو تدق ناقوس الخطر ١.٨ تريليون دولار فاتورة العالم الغذائية
باسم المحمد:
توقعت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، أن تنفق دول العالم ١.٨ تريليون دولار على استيراد المواد الغذائية التي تحتاج إليها هذا العام. ما سيمثل رقماً قياسياً عالمياً جديداً، والمثير للقلق حسب الفاو أنها ستتلقى طعاماً أقل، وليس أكثر مقابل هذا المبلغ.
وأشارت الفاو إلى أنه بالنسبة لبعض البلدان، من المحتمل أن ينذر الوضع بنهاية قدرتها على الصمود أمام ارتفاع الأسعار، ومن المرجح أن تكون التكاليف الثابتة المتزايدة باستمرار على المزارعين، أي المدخلات الزراعية مثل الأسمدة والوقود، مسؤولة عن فاتورة استيراد الغذاء العالمية القياسية هذه.
وفي أحدث تقرير حول توقعات الغذاء، أوضحت المنظمة الأممية أن فاتورة العالم الغذائية سترتفع بمقدار ٥١ مليار دولار.
وقالت الفاو إن الدهون الحيوانية والزيوت النباتية ستكون أكبر مساهم منفرد في ارتفاع فواتير الاستيراد هذا العام، على الرغم من أن أسعار الحبوب يساهم أيضاً بشكل كبير وخاصة في البلدان المتقدمة، ومن بين الدول الأكثر ضعفاً، قدرت الفاو أن أقل البلدان نمواً لن يكون لديها خيار سوى تقليل الإنفاق بنسبة خمسة في المئة على استيراد المواد الغذائية هذا العام.
ومن المرجح أن تواجه دول إفريقيا جنوب الصحراء والدول الأخرى التي تستورد أطعمة أكثر مما تصدره زيادة في التكاليف، والتي ستحصل مقابلها على كميات أقل من المواد الغذائية الأساسية.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة إن هذه علامات مقلقة من منظور الأمن الغذائي، وحذرت أيضاً من أن المستوردين سيجدون صعوبة في تمويل التكاليف الدولية المتزايدة، ومن الممكن أن تؤدي هذه التكاليف إلى إفلاسهم.
وللمساعدة في تجنب المزيد من انعدام الأمن الغذائي بين الدول منخفضة الدخل ولضمان استمرار واردات الغذاء، أوصت الفاو بإنشاء آلية لدعم ميزان المدفوعات.
وأشارت النتائج الرئيسية الأخرى لتقرير الفاو إلى انخفاض إنتاج الحبوب العالمي في عام 2022 لأول مرة منذ أربع سنوات.
ويُتوقع ألا يؤثر ذلك على الاستهلاك البشري للحبوب، ولكن على كميات القمح والحبوب الخشنة والأرز المستخدمة في علف الحيوانات.
ومن المقرر أن تزيد مخزونات القمح العالمية “هامشياً” في عام 2022، ويرجع ذلك في الغالب إلى الاحتياطيات الأكبر المتوقعة في الصين وروسيا وأوكرانيا.
كما من المحتمل أن تصل محاصيل الذرة والطلب عليها إلى مستويات قياسية جديدة، وذلك بسبب زيادة إنتاج الإيثانول في البرازيل والولايات المتحدة، فضلاً عن إنتاج النشاء الصناعي في الصين.
وأشارت الفاو إلى أنه من المتوقع أن يتجاوز الاستهلاك العالمي للزيوت النباتية الإنتاج، على الرغم من ترشيد الطلب المتوقع.
وأوضحت المنظمة الأممية أنه على الرغم من الانخفاض المرتقب في إنتاج اللحوم في الأرجنتين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فمن المتوقع أن تتوسع الصادرات العالمية بنسبة ١.٤ في المئة.
أما فيما يخص منتوجات الألبان، فمن المتوقع أن يتوسع الإنتاج العالمي في عام 2022 بشكل أبطأ مما كان عليه في السنوات السابقة، بسبب صغر القطعان وانخفاض هوامش الربح في العديد من مناطق الإنتاج الرئيسية.
ويشير التقرير إلى زيادة في الإنتاج العالمي للسكر بعد ثلاث سنوات من التراجع، وخاصة في الهند وتايلند والاتحاد الأوروبي.
كما توقع التقرير أن يزداد إنتاج تربية الأحياء المائية بنسبة ٢.٩ في المئة، بينما من المرجح أن يتوسع الصيد التجاري بنسبة ٠.٢ في المئة فقط، ومن المتوقع أن يرتفع إجمالي عائدات الصادرات من مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية بنسبة ٢.٨ في المئة، على الرغم من انخفاض الكميات بنسبة ١.٩ في المئة، ما يعكس ارتفاع أسعار الأسماك.