رقابتنا لا تكفي ..!
المتتبع لأحوال السوق وما يحدث فيها من مشكلات تسويقية , وارتفاعات سعرية , وحالات نصب واحتيال, وسرقة لجيوب المواطنين والاعتداء على المال العام , في كثير من المواقع، وخاصة المواد المدعومة من قبل الدولة كالمحروقات والدقيق التمويني وغيرها كثير , يرى أن حالة من الهستيريا تحكم الجميع وتطلق العنان لكثير من الأسئلة التي تدور في ذهن كل مواطن, عن دور الجهات الحكومية وقراراتها, وتأثيرها وقدرتها على المعالجة في ظل ظروف أحوج فيها إلى أثر إيجابي يخفف القليل من الأعباء من تبعات الحرب والحصار الظالم على بلدنا ..!
والأهم أين فعالياتنا التجارية والصناعية التي تكفل التخفيف ولو بالحدود الدنيا, رغم مناشدات الحكومة ممثلة تارة بوزارة التجارة الداخلية , وتارة بوزارة الاقتصاد, وأخرى بمؤسسات اجتماعية إنسانية تطلق صرخات التعاون للحد مما يحدث من عمليات سرقة وابتزاز واستغلال للمواطن, وخاصة لجهة احتكار المواد بقصد رفع أسعارها وتدويرها بصورة مستمرة عبر حلقات الوساطة التجارية التي تفعل فعلها بحجة معظمها مصطنعة من وحي سماسرة السوق, ومن يتعاون معهم من أهل الحماية والدراية في تفسير الإجراءات وتشتيت صوابيتها , وما يحدث في قطاع المحروقات والأفران من ضبوط وغرامات مالية تسجلها الحماية الشريفة خير دليل على ذلك , !!
وهنا يخطر في بالي سؤال ويخطر في بال الكثير من المواطنين حول ما يضبط من مخالفات وبهذا العدد القليل من المراقبين, ما حجم المخالفات التي تغيب عن أهل الحماية, وكم عددها, وما قيمتها؟ أكيد هي أضعاف ما يضبط ..!
لأن محافظة كريف دمشق تربطها حدودها مع ثلاث دول , تحتاج جيشاً من المراقبين, وليس للعشرات, وهذه مسألة في غاية الأهمية , وحالة النقص هذه تنطبق على المحافظات الأخرى..!
وهنا لا نجامل أحداً فنقص المراقبين أحد أسباب مشاكل السوق , إلى جانب مستوى الدخل الضعيف الذي يسمح بمحاباة التجار من أهل المخالفات وضعاف النفوس, والأهم ما مدى تعاون الفعاليات التجارية والخدمية وغيرها مع رقابتنا لضبط السوق , وهل هناك انسجام واضح في هذا الاتجاه , رغم كل القرارات الحكومية التي تحمل دعوات التعاون والالتزام بقوانين السوق, ومراعاة المواطن, إلّا أن كل ذلك يمر شريط خيال تنسجه مخيلة معظم تجارنا الذين يحملون فكر المخالفة والغش والتحايل على القانون لتكديس الثروة على حساب الوطن والمواطن, فأي راحة بال ننشد, وأي عيش كريم نتمناه في ظل ثقافة تهدم أحلامنا, وتستغل ضعف رقابتنا !؟
Issa.samy68@gmail.com