أوروبا تدفع ثمن انصياعها لأمريكا

تشرين:
أكدت شركة “غازبروم” الروسية اليوم الأربعاء، الوقف الكامل لإمدادات الغاز لشركتي «دانش أورستد» الدنماركية و «شل إنيرجي أوروبا» وهي شركة تابعة لشركة «شل» الأوروبية، بسبب عدم الدفع بالروبل.
وجاء في بيان غازبروم: أوقفنا تماماً إمدادات الغاز إلى «أورستد» (الدنمارك) بسبب عدم الدفع بالروبل، إذ لم نتلقَّ مدفوعات إمدادات الغاز في نيسان الماضي من الشركة الدنماركية وفقاً للمرسوم الرئاسي الروسي رقم 172 بتاريخ 31 آذار الماضي، كما لم نحصل على المدفوعات من «إنيرجي أوروبا» لإمدادات الغاز في نيسان الماضي.
وفي عام 2021، زودت شركة «غازبروم إكسبورت» «أورستد» بـ 1.97 مليار متر مكعب من الغاز، والتي بلغت حوالي 2/3 من إجمالي استهلاك الغاز في الدنمارك، كما ينص العقد المبرم بين «غازبروم إكسبورت» و «إنيرجي أوروبا» لتوريد الغاز لألمانيا على حجم يصل إلى 1.2 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً.
وكانت «غازبروم» قطعت الإمدادات عن 4 دول أوروبية، وهي: بولندا وبلغاريا وفنلندا وهولندا، بسب رفض الآلية الروسية القائمة على سداد ثمن الغاز بالروبل.
واللافت أنه بعد قطع «غازبروم» الغاز الطبيعي عن بولندا وبلغاريا في 27 نيسان الماضي، أخذت بولندا تشتري الغاز الروسي من ألمانيا!، فيما طالبت بلغاريا المفوضية الأوروبية بشرح إجراءات دفع ثمن الغاز الروسي، في مؤشر على عزمها قبول الآلية الجديدة بعد انقطاع إمدادات الغاز الروسي عنها.
وفي سياق متصل ، أشار تقرير إعلامي إلى أن سعي الدول الأوروبية للحصول على الغاز قد يؤدي إلى نقص موارد الطاقة هذا الشتاء، متوقعاً حصول “معركة” من أجل الوقود الأزرق.
وأشار التقرير الذي نشرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية إلى أن الأوروبيين بدؤوا السباق لشراء الغاز الطبيعي المسال، ما أدى إلى زعزعة استقرار السوق بأكملها، ومع ذلك، إذا تمكنت دول الاتحاد الأوروبي من “تقليص كبير” في اعتمادها على الغاز الروسي، فإن الطلب العالمي على المواد الخام بحلول نهاية هذا العام سيتجاوز العرض بمقدار 26 مليون طن.
وقالت شركة “ريستاد إنرجي” الاستشارية في مذكرة: بالتخلي عن الغاز الروسي، تسببت أوروبا في زعزعة استقرار سوق الغاز الطبيعي المسال العالمي بأكمله، الذي دخل العام الجديد في حالة توازن محفوف بالمخاطر بعد عام 2021 المضطرب.
وجاء في الوثيقة: ساعدت جميع الظروف لنقص مستمر في الإمدادات، وارتفاع الأسعار، وتقلبات شديدة واتجاه تصاعدي في الأسواق، وتكثيف الجغرافيا السياسية للغاز.
وتعد روسيا أبرز موردي الغاز الطبيعي إلى أوروبا، وقد أثبتت على مدى عقود طويلة موثوقيتها كمورد مضمون للغاز، وفي العام 2020 صدّرت نحو 155 مليار متر مكعب من الغاز إلى الدول الأوروبية.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعلن خلال اجتماع حكومي يوم 31 آذار الماضي، أن القواعد الجديدة لبيع الغاز الروسي إلى “الدول غير الصديقة” تقضي بدفع ثمن الغاز بالروبل الروسي؛ ويتوجب على العملاء في هذه الدول فتح حسابات بالعملة الروسية في البنوك الروسية، وذلك رداً على العقوبات الغربية على روسيا بسبب عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار