الإنفاق على المسرح

أكثر من مسألة رصدناها خلال أيام احتفالية اليوم العالمي للمسرح التي أقامتها نقابة الفنانين بحمص بالتعاون مع مديرية الثقافة ودائرة المسرح القومي، لكننا سنكتفي باثنتين، الأولى وقد تجسدت بتساؤل بعض الأصدقاء عن سبب غياب الريع للاحتفالية ولأنشطة نقابة الفنانين أو مديرية الثقافة التي تستضيف فرقاً مسرحية وموسيقية طوال العام، ووجهة نظرهم أن ذلك الريع يسهم بشكل فاعل في تنظيم الجلوس في صالة المسرح ويلغي بعض المشاكل التي تحصل على قلّة عددها، حيث الجلوس وفق نظام ترقيم البطاقات, وهذا الاقتراح يجدد بين حين وآخر الرغبة في تنظيم الجلوس كما أسلفنا، وبدعم الهيئات الثقافية ولو بسعر رمزي, وبمناسبة هذا الاقتراح الذي فيه شيء من الصواب، وهو ينفّذ فقط خلال عروض الأفلام السينمائية الحديثة، ونذكّر أن دعم الثقافة من واجبات الهيئات الثقافية وفي مقدمتهم وزارة الثقافة، فهذا الإنفاق الثقافي ليس جديداً تاريخياً، إذ أفادنا بعض الباحثين في كتبهم أن “بركليس” حاكم أثينا كان يصرف أجرة يوم واحد في ذلك الزمان مقابل حضور العرض المسرحي، وقيل إنه رفعها لأجرة يومين فيما بعد، اعتقاداً منه بأهمية المسرح في تهذيب عامة الناس، فهل نأتي اليوم باقتراح لا يرقى إلى ما فعله حاكم منذ قرون مضت؟! أما مسألة تنظيم الجلوس في الصالة فهي أيضاً ثقافة يجب أن نكتسبها وحدنا ولن تسهم مئة لجنة في تنظيم في حلها.
أما المسألة الثانية التي تم رصدها هي غياب النص المسرحي السوري، فمن سبعة عروض شاركت بالاحتفالية، تم الاعتماد في عرض منها للأطفال على نص للكاتب نور الدين الهاشمي، وكذلك في العرض الافتتاحي للاحتفالية كان من تأليف مخرجه وممثله زيناتي قدسية.. لكن الفنان قدسية لا يصنّف أديباً مسرحياً, فهل صحيح أن كلّ ما أنتجه كتّاب المسرح السوري لم يعد صالحاً للتجسيد على الخشبة، حتى تغيب الكتابة المسرحية ليس عن خشبة المسرح في حمص بل عن خشبة المسارح في سورية؟ ولنا أن نتساءل: ما دور مديرية المسارح والموسيقا في التنبيه إلى ذلك وتحريض أو تشجيع المسرحيين على اعتمادها في عروضهم كبديل لكثير من النصوص المترجمة التي لا يحسن المخرجون تبيئتها، وتعرض في دمشق وبقية المحافظات، وخطابها المسرحي قد أكل عليه الزمان وشرب.!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار