طريقك مسدود مسدود..

طريقك مسدود مسدود..
وصال سلوم
مسرحية العيال كبرت، أكبر من أن تنحصر جماليتها بمقاطع محددة، وهي على الأغلب حالة فنية استثنائية لو حاولت تقطيع المهم فيها، لوجدت نفسك أمام المسرحية(الكم والنوعية) كاملة.. ولكون حديثي اليوم يحمل رسالة وهدفاً، سأستعين بشاهد تمثيلي من المسرحية بطله المرحوم سعيد صالح يشرح فيه نيته الصادقة في الدراسة وتحصيل الشهادة الثانوية، إلّا أن جميع ما يحيط به يكسر من معنوياته، وحتى لو أغلق باب غرفته عليه وعلى كتبه جاءه صوت عبد الحليم حافظ يقول: طريقك مسدود مسدود…
هذا الصوت الذي يسمعه صالح ، يبدو أنه يحاصرنا أيضاً ونسمعه اليوم وجدران افتراضنا مفتوحة إلى ما هو أبعد من صحفنا ومذياعنا حيث مواقع تواصلنا تئن أيضاً بصور همومنا وتداعيات مشاكلنا وتذكرنا جميع المنابر الإعلامية بسوء حالنا ووجع يومياتنا..
مع إننا الأعلم بحالنا وآه «جزداننا» التي إن بدأت بمعروضات بقال حيِّنا وأزمة خط سيرنا لن تنتهي إلا بأخبار البورصة العالمية، وانعكاسات حصارهم على سوقنا..
المؤسف، أنه حتى سوق الدراما صار يروّج لوجعنا، بمسلسلاته الرمضانية التي تحزّ بسكين القهر على مكمن ضعفنا وجروحنا، وحتى تزيد طينة آلامنا ما كان ينقصنا إلّا بلٌّ إضافيٌ من معارضنا الفنية، يعني حتى لو حاولت الخروج من غياهب يومياتك والهروب من عباءة حزنك والاستمتاع بلوحة فنية وفكرة ملونة هناك صوت واحد يسيطر على أذنك ويقول:
طريقك مسدود مسدود..
لذلك ولأننا تعبنا من نشر همومنا على كل حبل افتراضي ومرئي ومسموع ولا حول ولا قوة على حالنا و أحوالنا، ماذا لو.!!..اعتمدت الحكومة هدفاً توجيهياً(تربوياً – ثقافياً- إعلامياً- سينمائياً..) يتم من خلاله بث روح التفاؤل والابتسام والكوميديا وتعميم المساءلة القانونية لكل مسلسل أو شارة تلفزيونية أو معرض تشكيلي أو حتى عمود صحفي يمكن أن يلوّح ولو بالإشارة لمكمن أوجاعنا، معاً لسينما عبد الحميد برسائله الشفوية والفصول الأربعة ولوحات الحب والربيع والمرأة وأغاني علي الديك وموفق بهجت.. ولا وألف لا لمسرحيات الماغوط ومسلسلات الواقع في رمضاننا.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار