“مركز للزوار” في المرقب.. والبعثة الهنغارية لم تنقطع عن العمل في سورية خلال سنوات الحرب

برعاية وزارة الثقافة – المديرية العامة للآثار والمتاحف وبالتعاون مع البعثة الأثرية السورية – الهنغارية المشتركة العاملة في قلعة المرقب، افتتحت وزيرة الثقافة لبانة مشوح اليوم مركزا للزوار في إحدى قاعات القلعة الرئيسية التي جرى ترميمها وتأهيلها.

مدير الآثار والمتاحف محمد نظير عوض أكد ل”تشرين” أن افتتاح المركز جاء في وقت مهم ويعد خطوة مهمة في مشروع استثمار وتأهيل مباني القلعة وسيتيح للزائر التعرف على تفاصيل مهمة تتعلق بتاريخ القلعة وأعمال الترميم والتأهيل فيها، ضمن مشروع خطة إدارة وتطوير الموقع على المديين المتوسط والبعيد.
وكشف عوض أن افتتاح هذا المركز سيكون بالتعاون بين المديرية العامة للآثار والمتاحف والبعثة الهنغارية، مشيرا إلى أن الرخص التي تعمل من خلالها البعثة السورية – الهنغارية في قلعة المرقب موجودة منذ عام 2007.
ولفت مدير الآثار والمتاحف إلى أن هذه البعثة تقوم بأعمال المسح والتوثيق والتنقيب والترميم والتأهيل لهذه القلعة المهمة، بإشراف رئيس الجانب السوري في البعثة مروان حسن إلى جانب عدد من المهندسين والخبراء في أعمال الترميم في كل موسم من المواسم.
وبيّن عوض لـ”تشرين” أن العادة جرت أن تعمل هذه البعثة لموسمين في العام الواحد، موضحا أن مدير الجانب الهنغاري هو الدكتور مايور بالاج المتخصص في الأبنية الدفاعية لأبنية العصور الوسطى وهو من الباحثين الآثاريين المهمين في هذا الاختصاص وقد عمل في سورية بين عامي 2004/2005 على مجموعة من المسوحات على الساحل السوري لتحصينات العصور الوسطى، ومن ثم أسّس بعثته وأبرم اتفاقا مع المديرية العامة للآثار والمتاحف للعمل في قلعة المرقب عام 2007.
وفي الحديث عن النشاطات التي قامت بها البعثة السورية- الهنغارية، ذكر عوض وجود العديد من أعمال التنقيب والترميم والتأهيل في هذا الموقع المهم، التي استطاعت أن تكشف الكثير من المباني الملحقة في القلعة والكثير من المباني المهمّة داخل القلعة وأن تنقّب وتزيل الركام عن الكثير من المعالم المهمة المتعلقة بمكونات القلعة من مبانٍ مختلفة.
واستدرك قائلا: “الجدير ذكره أن البعثة الهنغارية لم تنقطع عن العمل في سورية طوال سنوات الحرب، وواظبت البعثة على القدوم إلى سورية والعمل في قلعة المرقب وأجرت أعمال ترميم وأعمال توثيق مهمة جدا فيها، والتوثيق لكل مباني القلعة ولكل سوياتها باستخدام تقنية ثلاثية الأبعاد، وكذلك الفوتوغرامتري.
وأضاف مدير الآثار في هذا الجانب: “لدينا معلومات توثيقية مهمّة جدا عن هذه القلعة وكل مكوناتها وأهم الاكتشافات هو نظام الصرف الصحي أو نظام إدارة المياه في القلعة والخزانات المبنية والمستخدمة فيها وهذه الاكتشافات المتعلقة بمكونات ومساحة وحدود القلعة، إضافة إلى الكثير من المعلومات المهمة التاريخية والأثرية عنها، إذ تعد قلعة مهمّة للغاية لا تقل شأنا عن قلعتي صلاح الدين والحصن”.
إلى ذلك، وفي سياق الاتفاق بين الطرفين في مشروع تأهيل وصيانة القلعة ووضع خطة إدارة لها تم الاتفاق على تخصيص واحدة من القاعات المهمّة لتصبح مركزا لزوار القلعة لتعريفهم بمكونات القلعة وتاريخها والتعريف بالأعمال التي تجري فيها.

لماذا “مركز الزوار”؟
يعد “مركز الزوار” مركزا تفاعلياً تضاف إليه معلومات عن كل موسم تنقيب وبعض الصور والمخططات ويوجد في هذا المركز مكتب استعلامات وقواعد لعرض مجموعة من اللقى الأثرية والتماثيل والتحف الحجرية.
“إضافة إلى مجموعة خزائن العرض التي فيها الكثير من التحف واللقى المُكتشفة في القلعة وأدوات من الفخار وأدوات معدنية وغيرها، إضافةً إلى وجود صور توضيحية أو بوسترات توضح الأعمال التي جرت في القلعة من أعمال ترميم وصيانة، وتم الاتفاق بين الطرفين على تزويد المركز بكل جديد و تجديد بعض الصور للأعمال التي ستجري لاحقا في القلعة”. على حد قول مدير الآثار.
وأضاف: “يتم استخدام أحدث التقنيات التكنولوجية المتطوّرة وتقنيات التصوير لتوثيق القلعة، وتمتلك البعثة العاملة في القلعة الكثير من المعلومات المهمة بهذا الخصوص والتي اطّلعت عليها المديرية العامة للآثار والمتاحف ويوجد تعاون مع نفس البعثة أيضا لإجراء أعمال توثيق في قلعتي صلاح الدين و الحصن.

عن البعثة الهنغارية
أكد عوض أن البعثة الهنغارية تعمل بمنتهى الجدّية وتؤدي ما عليها دائما من التزامات وأهمها تدريب الكادر السوري على استخدام تقنيات التوثيق وتدريبه على أعمال الترميم والصيانة وتحضير اللدائن وغير ذلك.
وقال: “أيضا من الأشياء التي يُمكن ذكرها أن البعثة الهنغارية كان لها الفضل في إيفاد عدد كبير من الطلاب السوريين للتخصص في هنغاريا باختصاصات مختلفة في علوم الآثار والتاريخ، كما يقدّم رئيس البعثة الهنغارية مايور بالاج مساعدة مهمّة جدا للطلاب من أجل متابعة أبحاثهم ويشرف عليهم وقسم منهم يعمل في المديرية العامة للآثار والمتاحف وكل هذا في إطار رفع خبرة العاملين في المديرية ودعم الكادر البشري فيها بخبرات وأدوات ليتمكنوا من إدارة تراث الثقافة السوري”.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار