حوار الطرشان
بات واضحاً أنه مع كل خسارة أو هزة لكرة السلة السورية تعلو الأصوات وتبدأ حملة من الحجج والتبريرات وإلقاء التهم لتبرئة المعنيين والمسؤولين مباشرة مما حصل لندخل في دوامة الهجوم والهجوم المتبادل والمضاد لينطبق عليهم مقولة ما يسمى “حوار الطرشان ” والسؤال هنا: من يتحمل مسؤولية هذه الخسارات ؟
عنوان كبير على الجميع في القيادة الرياضية واتحاد السلة الإجابة عنه بحسّ المسؤولية العالية التي يفرضها الواقع، ما أوقع الجميع بغيرية ليشاهدوا المنتخب الوطني الأول يسطر أجمل الانتصارات وفي أعلى درجات التفوق في كل المحافل والمشاركات الخارجية سواء كانت ودية أو رسمية، لكن تبقى المشكلة الحقيقية لسلتنا ليست الخسارة المتوقعة أمام إيران في تصفيات كأس العالم بل ما يجري في كواليس الاتحاد من بعض الأخطاء والتخبطات والتي كان آخرها قرار الانسحاب من البطولة العربية للمنتخبات التي أقيمت في الإمارات قبيل النافذة الثانية لتصفيات كأس العالم، ولو شاركنا لكانت المشاركة في هذه البطولة العربية بمنزلة استعداد حقيقي للمنتخب، وهذا دليل على سوء التخطيط من الجميع سواء كان مسؤولاً أو إدارياً أو مدرباً. فالأمر تعدى كل هؤلاء المعنيين بالأمر ليصل إلى رأي عام يهم شريحة كبيرة من جمهورنا الذي يريد ويمنّي النفس أن يكون المنتخب الوطني في أعلى درجات الجاهزية وبأفضل مستوى وصولاً إلى الهدف المنشود، وتحقيق حلم الوصول للمونديال العالمي الذي طال انتظاره، وهذا الأمر حتى الآن بعيد المنال نتيجة الواقع المزري الذي تعيشه سلتنا والخيبة الكبيرة التي أصابت اللعبة، لكن كان من الأفضل قبل إلقاء الاتهامات وتبادلها تحديد الأسباب المباشرة لهذا الواقع المتردي ووضع الحلول المناسبة لها والخطط لانتشال اللعبة الشعبية الثانية قبل وصولها حدَّ الهاوية، وضرورة وضع أسباب الخسارات الثلاث الصادمة التي تلقاها المنتخب أمام كازاخستان (ذهاباً وإياباً) وإيران خلال النافذتين الأولى والثانية التي أخرجت المتابعين عن صمتهم ليقولوا بصوت عالٍ: هناك خلل وخطأ ما حصل لمسيرة إعداد المنتخب يجب علاجه وهذا حق للغيورين والمحبين الإشارة إلى مكان الخطأ لعلاجه وصولاً إلى النتائج الجيدة بعد الاعتراف بهذه الأخطاء المتكررة ومصارحة الآخرين بها ومكاشفة الذات، فهل سنرى ذلك قريباً؟.. لننتظر .