الاستشاري عبد الرحمن تيشوري لـ”تشرين”: التأثير الاقتصادي لن يقتصر على الدول المعنية بالصراع
يرى عبد الرحمن تيشوري خبير استشاري تدريب وتطوير بأن الاقتصاد العالمي اليوم متشابك بشكل كبير جداً ، لذلك أزمة بحجم الأزمة الروسية الأوكرانية والصراع الدائر بينهما يحمل تأثيراً كبيراً على الاقتصاد العالمي بشكل عام ومن ضمن ذلك منطقة الشرق الأوسط ومنها سورية ، فروسيا مصدر كبير للنفط وللقمح وأوكرانيا مصدر للقمح وبعض الصادرات الزراعية الأخرى ، وكل ما يجري سيكون له تأثير كبير جداً ، القمح الروسي والقمح الأوكراني مصدر كبير للعالم فتوريدات القمح سوف تتضرر بشكل واضح وكذلك قطاع الكهرباء سيتضرر ، وسيحصل ارتفاع كبير بالنسبة لمعظم السلع ، بالقياس لحجم الاقتصاد الروسي والأوكراني ، وحجم العلاقات الاقتصادية ، فحجم التأثير للاقتصاد الروسي كبير بالنسبة للاقتصاد العالمي بشكل عام ، وسورية كما نعلم شريك رئيس لروسيا الاتحادية ، وبتقديري هناك الكثير من القطاعات ستتأثر نتيجة ما يجري اليوم بين روسيا وأوكرانيا ، وسوف يتأثر الاقتصاد السوري لأن سورية تستورد الكثير من السلع من روسيا ، بالإضافة لأسعار الطاقة و قد يصل سعر برميل النفط إلى 130-140 دولاراً خلال شهر أو شهرين أو ربما أقل ، ومن المعلوم أن النفط يدخل في تركيب أكثر 400 إلى 500 ألف سلعة وبالتالي هذا الارتفاع لأسعار النفط سينعكس على أسعار العديد من السلع والخدمات ، ولن يقتصر التأثير الاقتصادي على الدول المعنية بالصراع ، بل سيمتد إلى المحيط القريب والبعيد ، وقد تتأثر أسعار المواد الغذائية في أوروبا الغربية ، لأنها تعتمد على 40- 50% من الغاز من روسيا بشكل رئيس وسيتأثر قطاع السياحة والنقل لأن أسعار الطاقة ذات ارتباط أمامي وخلفي بهذه القطاعات ، أيضاً بعض الدول ربما ستزيد الطلب على السلع الاحتياطية وستخزن مواد وهذا سيؤدي لرفع الأسعار أيضاً ، وكل هذا مرتبط ارتباطاً وثيقاً بنقص الإمداد من روسيا وأوكرانيا نتيجة الوضع الجديد , و أشار تيشوري إلى أنه من المفترض أن تحد الإجراءات الحكومية السورية من تأثيرات الأزمة وتداعياتها قدر المستطاع.