الدكتور ذو الفقار عبود ل “تشرين “: النتائج الإيجابية ستظهر خلال شهرين على الأكثر
بيّن الدكتور ذو الفقار عبود أستاذ الاقتصاد والعلاقات الدولية في جامعة طرطوس أن ما يحدث اليوم في العالم قواعد اشتباك جديدة، يعني الحليف الروسي الذي هو حليف للدولة السورية، يظهر اليوم أقوى مما سبق ويحاول تغيير قواعد الاشتباك في العالم، هذا سيؤدي إلى تشكل نظام عالمي جديد يقوم على التوازن بين الأقطاب الدولية، كما شاهدنا بالفترة الأخيرة تم توقيع مذكرة تفاهم واتفاق بين روسيا والصين، وهذه الاتفاقية كانت تمهيداً للأحداث التي تجري حالياً، ولا يمكننا أن نفصل بين مذكرة التفاهم التي وقعت ما بين الحكومة السورية والصينية وتم بموجبها عد سورية جزءاً من مبادرة الحزام والطريق، وصحيح هي مبادرة اقتصادية ولكن سيكون لها تداعيات سياسية، نحن موجودون بقلب اللعبة الجيوسياسية في العالم ، وحليفنا الروسي حالياً قوي أكثر من السابق ومعه الحليف الصيني، وهما دولتان دائمتا العضوية بمجلس الأمن، من هنا لا أرى مجالاً للتشاؤم مستقبلاً ، ونحن مصلحتنا أن حلفاءنا يستطيعون أن يضعوا حداً للتغول الأمريكي بالمنطقة، فالغرب هو من تراجع عن تعهداته مع روسيا من خلال التخلي عن تعهداته باتفاقية مينسك، والتي تتضمن أنه لا يمتد حلف الناتو نحو الشرق وهذا أساس المشكلة فصارت مسألة أمن قومي بالنسبة لروسيا .
وفي الشق الاقتصادي بيّن الدكتور عبود أنه ستكون هناك تداعيات ولكن يمكن الحد منها، فنحن نستورد قمحاً وزيوتاً مواد غذائية من روسيا وأوكرانيا ، وهنا نتساءل ما دور الحكومة، هل لديها احتياطي استراتيجي؟ وما هي الكميات المستوردة وخاصة في ظل الارتفاع الكبير ؟ ولكن أعتقد أن الحكومة السورية لا بد أن تكون قد اتخذت إجراءاتها واحتياطاتها، ولديها مروحة من البدائل فممكن أن تستورد من الصين والهند ، بالإضافة إلى روسيا وأوكرانيا ، صحيح أن تكاليف الشحن ستكون أكثر ولكنها تحل المشكلة، ولدينا الكثير من التحالفات والأصدقاء حول العالم ممكن أن نستفيد منهم بسد النقص الحاصل بالمشتقات النفطية أو المواد الغذائية .
وأكد الدكتور عبود أخيراً بأنه لا مجال للنظرة التشاؤمية للواقع الحالي فهو متفائل ، لأنه يرى بأن المكاسب ستكون أكثر من الخسائر ، وقد تظهر خلال شهرين .