من سيدفعها ؟

أعتقد جازماً ولا أحد يخالفني الرأي بأن القائمين على الرياضة السورية ارتكبوا الكثير من التخبطات والأخطاء وخاصة في اللعبتين الشعبيتين الأولى والثانية، و آخرها قرار الانسحاب من البطولة العربية للمنتخبات ومن المقرر أن يجتمع في الإمارات العربية الاتحاد العربي لكرة السلة اليوم الأربعاء لإصدار عقوبة مالية بحق السلة السورية التي انسحبت من المشاركة في النسخة الرابعة والعشرين للبطولة التي تختتم منافساتها مساء اليوم.
ولاشك أن قرار الانسحاب كان مفاجئاً للجميع خصوصاً وأنه جاء قبل ثلاثة أيام من انطلاقة البطولة، علماً بأن الاتحاد العربي كثف اتصالاته لحظة سماعه قرار الانسحاب مع اتحاد سلتنا لثنيه عن قراره حرصاً منه على تواجد كل المنتخبات العربية، وإن تواجد منتخبنا ستوفر له كل الظروف المواتية للتحضير والاحتكاك لخوض تصفيات كأس العالم، لكن كل المحاولات لم يكتب لها النجاح، رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للعبة أكد أن اللوائح واضحة بشأن المنتخبات التي تعتذر وتنسحب من المشاركات في البطولات العربية بعد إرسال اتحادات بلادها الموافقة النهائية للمشاركة وكشف عن غرامة مالية على المنتخب السوري لكرة السلة قدرها عشرة آلاف دولار، وحرمانه من المشاركة المقبلة حتى دفع الغرامة، وقرار الانسحاب الذي جاء في اللحظات الأخيرة كان صادماً وبأعذار غير مبررة، إذ إن الخاسر الأكبر هو جمهور الجالية السورية الكبير العاشق لكرة السلة الموجود في الإمارات وإهدار المنتخب السوري وجهازه الفني الجديد فرصة خوض مباريات قوية تمثل محطة إعداد قبل التوجه لقاء منتخبي البحرين وإيران ضمن النافذة الثانية لتصفيات كأس العالم، لكن القائمين على سلتنا كأن قرارهم ارتجالي وغير صائب، إذ أرجع اتحادنا الانسحاب لظروف خاصة وتعثر التحاق اللاعبين المحترفين والمجنس، والمنتخب سيتفرغ للتحضير للتصفيات والبعض عدّ أن عدم المشاركة كان سببه خوف القيادة الرياضية من ردة فعل الشارع الرياضي وخوفه من خسارات ستؤلب الشارع الرياضي وتزيده بؤساً بعد خسارات منتخب كرة القدم أمام كوريا الجنوبية والإمارات ضمن تصفيات كأس العالم، والخوف هنا يدل على أن عدم وجود رؤية أو تخطيط عند القائمين على رياضتنا لذلك تم اتخاذ القرار الأسهل ونحن نسميه قرار الهروب.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: بعد إصدار العقوبة المالية بحق السلة السورية من يتجرأ ويعلن أنه هو من قرر وأعلن الانسحاب وأنه المسؤول عن ذلك وسيدفع الغرامة المالية من جيبه الخاص ؟
وإذا لم يتصرف ذلك فعلى أصحاب القرار والشأن تكليف لجنة تحقيق لمعرفة أسباب الانسحاب الحقيقية وإلزامه بدفع العقوبة وفصله من منظمة الاتحاد الرياضي العام.
وإذا كان اتحاد كرة السلة غير قادر على دفعها من حصته على اعتبار أنه اتحاد محترف وميزانيته من التمويل الخاص ومن الاتحاد الدولي لكرة السلة “فيبا” وإذا لم يستطع الدفع كيف تم التعاقد مع مدرب منتخبنا الأجنبي الجديد الإسباني خواريز براتب شهري تجاوز ٢٥ ألف دولار ومساعده جوليان ما يقارب ١٦ ألف دولار؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار