مَن الأجدر على إدارة مصروف المنزل؟
تتسبب ميزانية المنزل بالكثير من الخلافات داخل الأسرة، وغالباً ما تنتهي هذه المشكلات باتفاق الزوجين على آلية إنفاق معينة، أو يظل الخلاف والشجار قائماً في دائرة تتكرر كل يوم؛ وأحياناً يستمر الخلاف على الرغم من الاتفاق، فرغم كل الخطط التي توضع لضبط المصاريف، إلا أنه فجأة ومن دون سابق إنذار تطفو على السطح نفقات لم تكن في الحسبان.
“تشرين” رصدت آراء بعض الأزواج الذين وجد كل شخص فيهم أنه الأجدر باستلام مصروف المنزل، حيث أكد هيثم وهو رب أسرة أن الأمور المادية ومنذ زواجه هو المسؤول عنها، فهو يعمل بالتجارة ويصرف على المنزل بشكل يومي ويشتري ما يحتاج له أفراد العائلة؛ في حين تبدي زوجته الرغبة بأن تستلم المصروف، وتشرح: يجب أن يبقى المصروف بيد الزوجة، لأنها تتواجد في المنزل بشكل دائم، بعكس الزوج الذي يغيب لفترات طويلة حتى ساعات المساء؛ فقد تحصل حالات طارئة كمرض أحد أفراد الأسرة أو الحاجة لطلب تكسي للذهاب إلى مكان معين؛ لذلك فإن استلام الزوجة المصروف أمر في غاية الضرورة، و يجب ألّا ينزعج الزوج من هذه المسألة.
فيما تجد رحاب التي تعمل موظفة إلى جانب زوجها في إحدى المؤسسات الحكومية، أنها تتدبر أمورها بشكل متوازن مع بداية كل شهر فتكتب قائمة بأهم الاحتياجات التي يجب أن توفرها، فزوجها يعطيها نصف راتبه إلى جانب نصف من راتبها للصرف على المنزل، مبينة أنه لا فرق بيننا من يدير مصروفات المنزل، إنما يجب إنفاق المال في أمور تستحق وتكون الأسرة بحاجتها.
أما حسن الذي فشل في تدبير أمور المنزل فوجد بعد تجربة مريرة أن تولي الزوجة مصروف المنزل هو عين الصواب، لأن الرجل لا يستطيع أن يدير أمور المنزل كما تفعل الزوجة؛ وذكر أنه في أحد الأشهر قرر أن يستلم مصروف المنزل، وبعد مرور خمسة أيام اكتشف بأن ما تبقى معه من المال لا يكفي لأسبوع قادم، الأمر الذي جعله ينسحب من هذه المهمة، وإعادة ما تبقى من الراتب لزوجته، التي تدبرت أمرها لآخر الشهر من دون استدانة.
خبير التنمية البشرية م. محمد خير لبابيدي يرى أنه لا يمكن أن نقول إن أحد الزوجين هو المسؤول عن إدارة مصروف المنزل، من دون الآخر فكلا الزوجين مسؤول عن إدارة المصروف بالتعاون مع شريك حياته، فكما أن الحياة الزوجية شراكة بين الزوجين، أيضاً إدارة شؤون المنزل ومصروفاته يجب أن تكون شراكة بين الطرفين؛ لأنه إن لم يكن هذا الأمر شراكة بينهما، قد يعمل أحد الزوجين نقيض الآخر، فإذا اتخذ الرجل قراراً لم تقتنع به الزوجة، فاحتمال كبير ألا ينجح، وكذلك العكس وتالياً يجب أن يقتنع الطرفان بإستراتيجية تدبير وإدارة المصروف، حتى يعملا معاً على نجاحها، ولا يعمل أحدهما عكس إرادة الآخر بقصد أو من دون قصد ؛ ولكن وللإنصاف لابدّ أن نذكر أن دور المرأة في التدبير المنزلي أكبر من دور الرجل، لأنها الأعلم بشؤون المأكل والملبس وبقية المصاريف؛ فالمنزل مملكة المرأة وهي الأعلم بكل تفاصيله، وهي من تشير على الرجل بترتيب الأولويات، وتعرف مواعيد التحضير للمونة وكميتها وفن إدارتها، وكذلك بقية مسارب المصاريف المنزلية من ملبس وكسوة وفرش وغيره، ومتطلبات الأبناء وما يحتاجون إليه من ملابس وأدوات مدرسية، إضافة إلى معرفة ما هو فائض، ويفضل -حسب خبير التنمية البشرية- عندما لا تجد المرأة نفسها قادرة على تحمل هذه المسؤولية من المفيد جداً طلب المساعدة من الرجل أو مشاركتها به، لأن الموضوع يتطلب مهارة في الادخار والصرف بما يتواءم مع أيام الشهر بأكمله من دون اللجوء إلى البذخ المفرط.