هل ينجح ؟
ما يمكن الحديث عنه حول مدرب منتخبنا السلوي للرجال الإسباني خافير خواريز الذي تسلم قبل ثلاثة أيام قيادة المنتخب هو أنه مختلف الجنسية عما اعتدنا عليه في المنتخبات السورية, وأفضل ما حققه خلال مسيرته هو تدريبه لفريقين في دوري الدرجة الأولى في إسبانيا إضافة لحصوله على الميدالية الذهبية مع منتخب بلاده تحت الـ١٨ عاماً في بطولة يورو عام ٢٠١١، وفي الواقع مشكلة منتخبنا ليست باسم المدرب أو سيرته الذاتية، وإنما مشكلتنا بتواجده أكثر فترة ممكنة مع اللاعبين ومتابعة الدوري وضخ دماء جديدة في المنتخب ومتابعة إحصاءات اللاعبين وتجريب أكبر عدد منهم, وهل سيتمكن هذا المدرب من تغيير أسلوب اللعب في منتخبنا السلوي بعد الإخفاق الكبير الذي وصل إليه كل المدربين السابقين في المرحلة السابقة؟ وهل يستطيع فرض واقع جديد بإيقاع جديد, والعودة بسلتنا إلى سكة الانتصارات ونغمة الفوز أو أنه لا يشذ عن القاعدة أو سينطبق
عليه المثل الشعبي:« تيتي تيتي مثل مارحتي، جيتي ؟».
أسئلة كثيرة يطلقها حالياً الشارع الرياضي الذي اكتوى بنار الفشل والإخفاقات السلوية المتلاحقة، وهو يرى منتخبه الوطني يترنح أمام المنتخبات الآسيوية المنافسة له في تصفيات كأس العالم بمستواه الهابط وأدائه المتواضع ونتائجه المخيبة للآمال.
لا شك في أن تعيين خواريز قبل المشاركة في البطولة العربية للمنتخبات التي ستقام في الإمارات العربية منتصف الأسبوع القادم بمشاركة عدة منتخبات في أول امتحان حقيقي له لم يلقَ ارتياحاً واسعاً بل ترك تعيينه أكثر من إشارة استفهام خاصة بعد الخسائر المادية الكبيرة بسبب تعيين مدربين سابقين والأموال المهدورة من دون جدوى، وهذا ما يجعل التخوف كبيراً لدى خبراء اللعبة والغيورين عليها من فشل جديد، خاصة أن المنتخبات المشاركة في البطولة العربية وتصفيات كأس العالم تضم منتخبات قوية واللعب معها محفوف بالمخاطر الأمر الذي يجعل المتابعين لسلتنا متخوفين من انتكاسة جديدة تضاف إلى الانتكاسات السلوية الماضية، ويبقى السؤال الأهم الذي يطرح نفسه الآن: هل بالفعل المشرفون على سلتنا كان اختيارهم صائباً؟ وأنهم سيتكاتفون بالفعل مع المدرب من دون تدخل في عمله وسيقدمون له كل متطلبات العمل من أمور فنية ومعسكرات خارجية وتأمين مباريات ودية قوية قبل خوض مباريات النافذة الثانية من تصفيات كأس العالم ولقاء منتخبي البحرين وإيران يومي ٢٤ و٢٧ شباط الحالي؟.
باختصار؛ المدرب خواريز مطالب بتحقيق نتائج إيجابية وتقديم مستويات لائقة تغير الصورة القاتمة التي ظهر فيها منتخبنا الوطني الأول في مباراتيه بالنافذة الأولى خلال تصفيات كأس العالم والذي خرج بهما بخساراتين مؤلمتين أمام كازاخستان ذهاباً وإياباً، وخاصة أن المواجهة القادمة لمنتخبنا بالتصفيات ستكون أمام البحرين وإيران يومي ٢٤ و٢٧ الشهر الحالي، وهاتان المباراتان ستحددان مدى التغيير الحاصل في المنتخب، وإذا ما كان قادراً على إحداث النقلة النوعية المطلوبة المطمئنة التي تحقق حلم جماهيرنا بالتأهل لكأس العالم لأول مرة في تاريخ سلتنا على مستوى المنتخب الوطني الأول.