بصمة سورية متميزة عالمياً.. الدكتور محمد الديباجة يحصل على براءة اختراع في توليد خرائط للسيارات ذاتية القيادة

قصة نجاح سورية جديدة في الخارج حققها الدكتور محمد عمرو جمال الديباجة الأستاذ المساعد في معهد أبحاث النقل المتقدم في جامعة كانازاو في اليابان بحصوله على براءة اختراع متعلقة في توليد خرائط عالية الدقة للسيارات ذاتية القيادة، ليترك بصمة سورية فريدة ومميزة في هذا المجال على الصعيد العالمي.
وتقوم فكرة براءة الاختراع على إستراتيجية فريدة لتقسيم الطرق إلى مقاطع صغيرة وإعطاء هذه المقاطع معرفات عامة في نظام الإحداثيات العالمي، وتستخدم هذه المعرفات لبناء شبكة رياضية لربط المقاطع مع بعضها وتميز المتشابهة منها، والتي تمثل مسح نفس الطريق لأكثر من مرة، باستخدام الصور الليزرية لأسطح الطرق في هذه المقاطع لتعويض أخطاء التموضع بمطابقة الصور بواسطة تقنيات معالجة الصورة، وبالتالي إزالة الظلال والترميز المتعدد بشكل محلي بين كل مقطعين متشابهين، واستخدام الشبكة الرياضية الرابطة للمقاطع لتجميع هذه التعويضات المحلية، وإعادة ضبطها في نموذج رياضي احتمالي لبناء الخريطة بشكل متكامل ودقيق مع الحفاظ على تناسق تام لتمثيل متتابع للطرق في جميع المقاطع مع بعضها البعض.
وفي حديث خاص لـ(تشرين) قال الدكتور الديباجة: يعتبر استخدام السيارات من دون سائق حقيقة واقعة في المستقبل القريب لتأثيرها الفعال على تقليل حوادث المرور والازدحام المروري وتخفيض أجور النقل وزيادة متعة التنقل.
وأضاف: تحتاج السيارات ذاتية القيادة إلى خرائط دقيقة جداً من حيث ترميز الطرق وتحديد موقعها الجغرافي في العالم الحقيقي،موضحا أن الملاح الآلي يستخدم هذه الخرائط لتحديد موقع السيارة بدقة والتحكم بمسارها مع مراعاة مستخدمي الطريق الآخرين مثل السيارات والدراجات والمشاة
وأكد أنه بسبب هذه الأهمية الكبيرة، تستخدم الشركات التجارية لتوليد الخرائط أنظمة تموضع دقيقة وباهظة الثمن (GNSS/INS-RTK)، ومع ذلك فإن هذه الأنظمة تكون غير فعالة في البيئات المرورية المعقدة مثل الأنفاق الطويلة والطرق المحاطة بالأبنية العالية والأشجار الكثيفة بسبب كبت وإعاقة إشارات الأقمار الاصطناعية، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور ظلال وترميز متعدد ومتشابك في الخرائط عند مسح الطرق لأكثر من مرة بسبب القياسات المختلفة لتموضع الطريق.
أتت الفكرة المقترحة لحل هذه المشاكل وتمكين توليد خرائط دقيقة بغض النظر عن طبيعة البنية الهندسية للطرق، حيث تم تطبيقها على العديد من البيئات المعقدة في اليابان مثل أطول نفق في العالم (١٨ كلم) بعمق ٣٠ متراً تحت الأرض والطرق الأرضية الطويلة المغطاة بالجسور الطولية في طوكيو وثم مقارنتها مع الخرائط المولدة باستخدام عدة أنظمة تحديد مواقع باهظة الثمن، تم إثبات فعالية النظام المقترح من خلال نتائج التجارب لتوليد خرائط ذات جودة عالية وأكثر دقة من أنظمة تحديد الموقع المستخدمة، بالإضافة إلى ذلك تم استخدام خرائط النظام المقترح للتحكم بالسيارة وقد أثبتت التجارب العملية زيادة كبيرة في دقة حساب موقع السيارة وزيادة أمام استخدام القيادة الذاتية.
استناداً على هذه النتائج المهمة تم تكليف وكالة متخصصة بواسطة جامعة كانازاوا لمقارنة الفكرة المقترحة مع براءات الاختراع المماثلة بالإضافة إلى الدوريات العلمية، تم تأكيد نوعية وفرادة الفكرة المقترحة بواسطة الوكالة وتمت مناقشتها بشكل علمي وعليه تمت الموافقة الرسمية على تسجيلها كبراءة اختراع وإعلانها بواسطة المكتب المركزي لبراءات الاختراع في طوكيو.
وعن شغفه بهذا المجال قال الديباجة: كان لي اهتمام كبير بتقنية معالجة الصور وعلوم الكومبيوتر، واخترت دراسة الماجستير والدكتوراه في أنظمة مساعدة السائق وخاصة بالاعتماد على اكتشاف ومراقبة أجفان العين الأمر الذي يساعد على تمكين العديد من التقنيات مثل تحديد النعاس وتحليل وتحديد انتباه السائق إلى السيارات القريبة.
وأضاف: أنظمة مساعدة السائق هي جسر تقني وحسي لأقلمة استخدام السيارات ذاتية القيادة في المجتمع، تعتبر السيارات ذاتية القيادة مجالاً يجمع البحث العلمي والتطبيقي، الأمر الذي يجعله أكثر متعة وصعوبة بآن واحد، حيث إن التقنيات التي يتم تصميمها ودراستها علمياً يجب أن تكون فعالة عملياً لضمان أمان التطبيق والاستخدام على أرض الواقع.
وتجدر الإشارة إلى أن الدكتور الديباحة خريج جامعة تشرين، قسم الهندسة الإلكترونية، ويحمل شهادة ماجستير ودكتوراه من جامعة تويوهاشي للتكنولوجيا في اليابان، يعمل حاليا كأستاذ مساعد في جامعة كانازاوا ومسؤول عن توليد الخرائط للسيارات ذاتية القيادة في معهد أبحاث النقل المتقدم ومحكم معتمد في هيئة دعم البحوث العلمية, كما له العديد من المشاركات في المؤتمرات الدولية والدوريات العلمية والفعاليات البحثية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار