الإساءة اللفظية تزعزع ثقة الأبناء بأنفسهم
يتبع البعض من الآباء والأمهات أساليب تربوية قاسية تجاه أبنائهم، كاستخدام الألفاظ القاسية والمهينة أحياناً، من دون مراعاة ما قد يترتب على نفسياتهم من آثار سلبية، الأمر الذي يدفع الابن للعزلة والانطواء وعدم الرغبة في الاحتكاك والتعامل مع رفاقه والآخرين، بسبب خوفه الدائم من ردة فعل أحد الوالدين القاسية تجاهه أو إهانته أمام أحد من زملائه بالكلام القاسي.
فيلجأ إلى التعبير عن رفضه لأسلوب المعاملة هذه من خلال استخدام العنف ضد زملائه في محاولة للهروب من إحساسه بالضعف، ناهيك بما تتسبب فيه الإساءة اللفظية المتكررة من مشاكل نفسية عديدة، كفقدان الثقة بالنفس والشعور بالنقص والصراع النفسي الدائم الذي يقع ضحية له لخلق نوع من التوازن الداخلي، وذلك بالتنفيس عن كتلة الغضب الكامنة في أعماقه.
وفي هذا الخصوص تقول الاختصاصية النفسية التربوية صبا حميشة: الإساءة اللفظية ضد الأبناء بمختلف أعمارهم هي أبرز المشاكل الاجتماعية التي تؤثر سلباً في سلوكهم ونفسيتهم.
حيث تولّد لديهم مشاعر الكره والعدوانية ، فضلاً عما يترتب عليها من أثار نفسية مختلفة كالخوف وضعف الشخصية والانطواء وقلة الثقة بالنفس وضعف التحصيل الدراسي .
فالكثير من الأهل لا يدركون تأثير الإساءة اللفظية في نفسية أبنائهم، فانتقاد الابن أمام زملائه أو حتى الأقرباء بطريقة غير محببة تولد بداخله مشاعر سلبية ، كالإحساس بالضعف وعدم القدرة على إثبات الذات وفقدان ثقته بنفسه.
وعن الحلول الملائمة أكدت على دور التنشئة الاجتماعية السليمة التي يجب أن يسودها الحنان والتعامل باحترام وتكريس الحوار البنّاء الذي يعزز الثقة بالنفس، ويساعد الابن التعبير عن ذاته بطرق إيجابية، مشيرة إلى أن الإساءة اللفظية بشكل عام تسفر دوماً عن سلوكيات عدوانية ومشاكل نفسية تختلف باختلاف الألفاظ الموجهة، لأنها تهدد استقرار الأبناء.