فنانو «شموع السلام» يستحضرون موسيقا صباح فخري على هيئة لوحات!

لم تنل العلاقة بين الأغنية واللوحة نصيباً من البحث والدراسة، لكنّ إرثاً أصيلاً ومُنوّعاً كالذي تركه الراحل صباح فخري (1933– 2021)، دفع فناني جمعية «شموع السلام» بالتعاون مع الاتحاد العام للفنانين التشكيلين، لتكريمه باستحضار موسيقاه، على طريقتهم، في معرضٍ جماعي اختاروا له عنواناً «شموع الصبا لصباح البيات»، مستمرٌ في صالة الرواق حتى يوم الخميس القادم، لينتقل إلى صالة الاتحاد في حلب من (24 حتى 27 /1).
الفنانة لينا رزق رئيسة الجمعية، استعادت الرصيد الغنائي الكبير للراحل، والذي يجب أن يبقى حاضراً في أذهان الناس على حد قولها، من هنا حاول المشاركون «32 فناناً» إعادة إنتاج مجموعةٍ من الأغنيات بأساليبهم ورؤاهم.
وأضافت لـ«تشرين»: عدتُ إلى أغنيةٍ تعني لي الكثير، ورسمتها كما تُوحي كلماتها، فتاة بملامح شرقية، شعر طويل أسود وعيون مكحلة، مع وشاح يغطي الرأس وتفاصيل من البيت الدمشقي القديم، تندمج كلها مع ضربات ريشة على شكل زخارف ونقوش، ترافق عملي عادةً، يمكن للمتفرج أن يرى الكلمات القائلة «طالعة من بيت أبوها، رايحة لبيت الجيران، فات ما سلم علي، يمكن الحلو زعلان»، بروحٍ جديدة.
ومن المطلع الشهير «يا مال الشام يا الله يا مالي، طال المطال يا حلوة تعالي»، عاد الفنان وفيق البوشي إلى الحارات القديمة في الشام، واختار لوحة رسمها قبل أعوام، لحارةٍ ضيقة متعرجة، تكثر فيها الأسقف المنخفضة والقناطير، إشارة إلى الحميمية ووحدة الحال التي عُرف بها أهالي الحارات، في يومياتهم البسيطة أو في الحوادث الكبرى.
يقول البوشي لـ«تشرين»: كل ما غنّاه الراحل عن دمشق، ينطبق على حاراتها التي شكّلت كلٌ منها مدينة مصغّرة بحكاياتها ومعيشتها، صوّرتُ الحارة توثيقاً لكل ما فيها، واشتغلتُ اللوحة في مرسمي، مُخلِصاً لخصوصيتها وفرادتها.
الفنانة سمر غميرد، استحضرت مسقط رأس الراحل صباح فخري، فرسمت قلعة حلب مع إيحاءات من أبيات القصيدة المغناة بصوته «جاءت معذبتي في غيهب الغسق، كأنها الكوكب الدريّ في الأفق».
تضيف غميرد: حظيت حلب بحصةٍ كبيرة مما قدمه ابنها ومطربها، لذلك رأيتُ أن تكون حاضرة في معرضٍ يحتفي به.
في المعرض مثّلت حنان إبراهيم لكلمات «خمرة الحب اسقنيها، همّ قلبي تنسينيه، عيشةٌ لا حبّ فيها، جدولٌ لا ماء فيه»، ومن المعنى الجميل «نعم سرى طيف من أهوى فأرّقني، والحب يعترض اللذاتِ بالألم» قدمت سهى رزق لوحتها، في حين رسمت نجلاء دالاتي راقصي المولوية من وحي «اسقِ العطاش تكرّما، فالعقل طاش من الظما».

تصوير: صالح علوان

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار