عودة إلى نقص الأدوية.. مستودعات سرّية في بعض صيدليات دمشق
رئيس المجلس العلمي لـ«تشرين»: هناك قلة في الوارد الدوائي!
هل تساهم بعض صيدليات دمشق في إخفاء الأدوية في غرفها السرية ما يزيد من أزمة نقص الأدوية الحالية؟ سؤال بات مطروحاً بقوة وسط روايات عن وجود أيادٍ لبعض الصيادلة واستغلال الاضطرار لدى المرضى للعبور نحو السوق السوداء وإنعاشها! وغالباً ما يكون جواب بعض الصيادلة «الدواء مقطوع»، وبعد كلمة «مقطوع» يردف قائلاً: إنه من الممكن أن يسأل في مكان آخر ولكن إذا توفر فالسعر مرتفع قليلاً! وهكذا يصبح الدواء موجوداً وبسعرٍ يفوق السعر الرسمي بثلاثة إلى أربعة أضعاف.
وفي قصة روتها سيدة لـ«تشرين» فقد بحثت مطولاً عن دواء (بروسيفزيل)_صاد حيوي_ لابنها ولم تجده وعند دخولها إحدى الصيدليات في حي العباسيين لإعطاء إبرة عضلية لابنها المريض في غرفة داخلية للصيدلية رأت ما لا يقل عن ٢٠٠ علبة من الدواء ذاته في الصيدلية ذاتها التي كانت قد قصدتها قبل ساعات في رحلتها الشاقة لإيجاد الدواء وكان الجواب بأنه مقطوع.
وفي حي المزة تكررت القصة ولكن بشكل مختلف كما رواها السيد إبراهيم لـ«تشرين» الذي بحث أيضاً بشكل مضنٍ عن دواء (زدناد) لابنه الصغير ولم يجده وبعد اتصال من أحد معارفه بإحدى الصيدليات أمن له الدواء ولكن بسعر مرتفع.
الدكتور فيصل الرشيد رئيس المجلس العلمي للصناعات الدوائية قال لـ«تشرين»: إن هناك قلة بالموارد لعدة أسباب منها إجراءات الاستيراد التي عرقلت انسيابية المستوردات في بعض مراحلها، فضلاً عن أن الشحن يستغرق وقتاً طويلاً نتيجة الحصار الخانق والجائر على بلدنا.
وأكد الرشيد أن الأمور تسير نحو الانفراج الدوائي، ولكنها تحتاج إلى تضافر جهود الجميع من الجهات كافة لتسهيل عمليات الاستيراد، وقد تكون العملية معقدة ولكنها ليست مستحيلة.
وأوضح أن تحميل معامل الأدوية المسؤولية عن نقض المواد ليس بالأمر الصائب، وعن موضوع احتكار الأدوية أو تخبئتها من قبل بعض الصيادلة أجاب الرشيد بأنه أمر مبالغ فيه، وأن للأزمة خلفيات رئيسية مرتبطة بقلة الموارد نتيجة العقوبات الجائرة على بلدنا.