نعم.. الجولان في قلب سورية
قالها القائد المؤسس حافظ الأسد إن الجولان في قلب سورية، وأكد هذا السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد وموقف الخارجية السورية ممثلة بالسيد الوزير فيصل المقداد بتاريخ 27/12/2021 بعد الاعتداءات الصهيونية على جولاننا الحبيب مترافقاً مع اجتماع للحكومة الصهيونية بتاريخ 26/12/2021 في انتهاك للمواثيق والاتفاقيات الدولية وميثاق الأمم المتحدة، وخاصة بما يناقض اتفاقية جنيف الرابعة سنة /1949/ وقرار مجلس الأمن رقم /497/ سنة /1981/ الذي اعتبر قرار “إسرائيل” الخاص بفرض قوانينها وولايتها القضائية وإدارتها على الجولان السوري المحتل لاغياً وباطلاً وليس له أثر قانوني دولي ويجب على الكيان الصهيوني العودة لحدود 4/6/1967.
ولكن حكومة الكيان الصهيوني تستمر في تجاهل كل هذا بما يذكرنا بأعمال الفاشية والنازية والاستعمار القديم والاحتلالين الأمريكي والتركي الحاليين، وحالياً يتم التخطيط الصهيوني لإقامة مستوطنتين جديدتين وبناء أكثر من /7/ آلاف وحدة استيطانية على مدى السنوات الخمس المقبلة والتوسع مستقبلاً بها وسرقة الموارد السورية وخاصة مصادر توليد الطاقة الكهربائية، وتزداد الأطماع الصهيونية يوماً بعد يوم في أرضنا العربية منذ تأسيس هذا الكيان بفعل القوة سنة /1948/، وفي الجولان خاصة لموقعه الجيوسياسي بين (سورية والأردن وفلسطين ولبنان) وفيه مرتفعات إستراتيجية عالية والكثير من الموارد الاقتصادية المهمة سواء الثروة المائية والمياه المتجددة وبحيرة طبريا وخصوبة الأرض والوديان والهضاب الخيرة والأشجار المثمرة مثل التفاح والعنب وثروة حيوانية كبيرة وغيرها.
هنا تجدر الإشارة إلى أن مساحة الجولان (مع محافظة القنيطرة الحبيبة) تبلغ /1860/ كم2 بحدود /1%/ من مساحة سورية؛ احتلته “إسرائيل” في عدوان /1967/ ولكن بعد حرب تشرين التحريرية وتحرير قسم من أرضنا المقدسة بقي تحت الاحتلال الصهيوني بحدود / 1200/ كم2، وقد اعتمد الكيان الصهيوني كل أعمال التهجير والضغط سواء السياسي أو الاقتصادي أو الأمني أو الاجتماعي وغيرها، إذ تؤكد الدراسات أن عدد سكان الجولان عند احتلاله كان بحدود /138/ ألف مواطن سوري هُجر 95% منهم بعد الاحتلال الإسرائيلي وهذه هي سياسة الأبارتيد العنصرية، ووصل الحقد الصهيوني إلى تدمير القرى والبلدات والمزارع بشكل كامل تقريباً، ولكن لم تنجح كل سياساته الفاشية بسبب مقاومة أهلنا هناك ومن خلفهم ومعهم كل الشعب السوري، وسيعود الجولان قريباً وكل الأرض السورية المحتلة إلى سورية الغالية.
ولكن يجب أن نؤكد أن الحقد الصهيوني يزداد، وأن العربي الأفضل عندهم كما قال الحاخام عباديا يوسف «هو العربي الميت» وأن أطماع الصهاينة في الجولان لا تقل عن أطماعهم في القدس الشريف، وسنة /1974/ قال الإرهابي بن غوريون: «من أجل السلام الحقيقي نستطيع إعادة الكلّ إلا القدس وهضبة الجولان».
ويستمر الصهاينة بنفس مخططاتهم العنصرية ومن هنا تنطلق أعمال الإرهابية وتتوسع وتتعمق في انتهاكات حقوق الإنسان التي ترقى لمستوى جرائم الحرب وسرقة الموارد وتبديدها ونهب الثروات وجرف التربة وتجريف الأرض والتوسع الاستيطاني وإجراء تغير ديموغرافي بهدف التهويد ومضاعفة عدد المستوطنين فيها من /50/ ألفاً إلى /100/ ألف وكل هذا بدعم أمريكي وغربي وقد تجسد هذا في مواقف الرؤساء الأمريكيين وخاصة قرار دونالد ترامب الوقح بتبعية الجولان للكيان الصهيوني.
ونتوقع أن يزداد الصراع في المستقبل لأن الحكومة الصهيونية تريد نقل مشاكلها للخارج، وتلجأ إلى استغلال وتسخير عملاء وخونة لتنفيذ مخططاتها ولاسيما العصابات الإجرامية من استطالات الإخوان المسلمين مثل (داعش) و(النصرة) و(القاعدة) ولاسيما في المثلث الذي يربط بين (ريف دمشق والسويداء ودرعا) إضافة إلى استغلال الميليشيات الانفصالية مثل (قسد) والتنسيق مع القيادة الأردوغانية لتنفيذ مآرب الكيان الصهيوني ليس في سورية فحسب بل في
المنطقة العربية بأكملها، ولهذه الأسباب قلنا منذ بداية الحرب على سورية إن علاقة الكيان الصهيوني مع هذه العصابات هي علاقة (الأصيل بالوكيل) والدليل المساعدات المادية والمالية واللوجستية والطبية والعلاجية من الكيان الصهيوني للإرهابيين، وهذا لم يعد سراً بل صرح به أكثر من مسؤول صهيوني.
ونقول بثقة إن الجولان سيعود إلى حضن الوطن، وسورية مع دول محور المقاومة تزداد قوة والسياسة الأمريكية تنتقل من فشل إلى فشل كما قال ونستون تشرشل ذات مرة: «إن الأميركيين لن يستخدموا الطرق الصحيحة لحل المشاكل إلا بعد أن يستنفدوا جميع الطرق الخاطئة».
أمريكا وحلفاؤها لم تعد رغباتهما قدراً بل إننا نشهد تغيرات كبيرة في المعادلات الدولية والقوى الجيوسياسية، واعتراف ترامب بخيانة نتنياهو له بعد كل ما قدمه له من مساعدات لينجح في الانتخابات بقراره المتعلق بالجولان (والقدس ومجمل صفقة القرن) لن يغير شيئاً، فالجولان في قلب سورية شاء من شاء وأبى من أبى.