الأديب بني المرجة يستحضر سهرة نادرة لـ صبري مدلل !
معروفٌ أن شيخ الطرب الراحل “صبري مدلل”، ظلّ يغني ساعاتٍ متواصلة حتى تجاوز الثمانين من عمره، مخلصاً للأنغام والمقامات الأصيلة كما تعلّمها في المدرسة الحلبية، ومع إدراج منظمة اليونسكو عنصر القدود الحلبية على لائحة التراث الإنساني، استعاد الأديب الدكتور نزار بني المرجة لقاءً جمعه بالراحل مدلل، تحدث عنه لـ “تشرين”: “كانت مفاجأة جميلة، تلك الدعوة التي نظّمها لنا فرع حلب لنقابة أطباء الأسنان بمناسبة انعقاد المؤتمر العلمي لنقابتنا في مدينة حلب، حيث أقام حفل عشاء في فندق الأمير على شرف المشاركين في المؤتمر، كان نجم تلك السهرة مطرب القدود الحلبية الكبير الفنان الراحل صبري مدلل وفرقته المتميزة، كالعادة أبدع وأجاد على مدى سبع ساعات كاملة من الطرب الأصيل والقدود الحلبية الساحرة، والتي كانت كفيلة ببلوغ جميع الحاضرين درجة السلطنة والتماهي مع إبداع فنان قدير وكبير، وتأكد لنا أنه لولا تعبه الجسدي -حيث أشفق عليه الجميع مراعاة لسنه لكان راغباً بالمزيد من العطاء نتيجة (التجلّي) كما يقال والذوبان في حالة طربية نادرة، وقد كتبتُ له أثناء تلك السهرة قصيدة قصيرة كان مطلعها: (صبري بصوتك جدد عهده الطرب..جئنا إليك نسعى والهوى حلب)”.
ومع خروجهم من الفندق صباح اليوم التالي، كان الجميع يبحثون عن أشرطة حفلات و(كاسيتات) الفنان الكبير صبري مدلل بعد تلك السهرة، يضيف بني المرجة: “أذكر أنني عثرت على تسجيلين نادرين له في حفلين أحياهما سابقاً في (باب الحديد) و(باب الأحمر)، كانت سهرة نادرة بالفعل.
تلك هي حلب وقدودها التي أبدع فيها صبري مدلل وصباح فخري وأديب الدايخ وشادي جميل، وسبقهم في ذلك اللون من الإبداع الفني المتميز الكثيرون في زمن سابق”.