شيخ كار الموزاييك يحذر من خطر اندثار الحرفة
حذر شيخ كار حرفة الموزاييك الدمشقي فؤاد عربش من خطر اندثار هذه المهنة العريقة التي تميز دمشق، ومن صعوبة الحفاظ عليها.
وبيّن أن أعدد العاملين في هذه الحرفة تراجع من الألوف إلى العشرات، بعد سفر الكثير من الشبان الأصغر عمراً إلى مصر وألمانيا، وذلك بسبب الجهد الذي تطلبه هذه المهنة، حيث يحتاج إعداد القطعة من أسبوعين إلى شهر، و ارتفاع تكاليف صناعتها إلى عشرات الملايين، وصعوبة تسويق منتجاتها.
وأكد شيخ الكار عربش أنهم لا يجدون شباباً راغبين في تعلم هذه الصنعة، خاصة أن الأجور التي يمكن أن يحصلوا عليها تتراوح بين 150 – 200 ألف وهي غير كافية لتأمين متطلبات حياتهم، وأن الموجودين حالياً أصبحوا من كبار السن الذين توقفوا عن العمل.
وأضاف: إن تراجع أعداد السياح أحد أهم المشاكل التي تعانيها حرفة الموزاييك، وأن الظروف الاقتصادية التي يعيشها لبنان أيضاً جعلتهم يخسرون آخر زبائن السياحة.
أما السوق الداخلية، فلم يعد لهم فيها أي حصة، وذلك بسبب ارتفاع أسعار السلع، والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها السكان، إذ إن سعر أي قطعة من التي اعتاد الناس شراءها كهدايا ارتفع كثيراً، والسلعة التي كانت تباع بمبلغ لا يتجاوز 100 ليرة مثلاً أصبح نحو 80 ألف ليرة، وارتفع سعر طاولة الزهر مثلاً من 500 ليرة مع أحجارها إلى 50 ألف ليرة.
وبيّن أن بعض المواد الداخلة في صناعة الموزاييك السوري مستوردة، و الآخر مواد محلية، ولكنها مرتفعة السعر أيضاً، وأن سعر قطعة خشب صغيرة من الغوطة ارتفع من 25 ليرة إلى 10 آلاف ليرة.
وأكد عربش أنه حصل على المركز الأول خلال مشاركته بقطعة موزاييك في معرض أقيم في الهند في 2015، وكانت سورية واحدة من بين 33 دولة مشاركة في المعرض، و كانوا يشاركون في الكثير من المعارض العالمية، ويصدّرون تحفهم إلى كل دول العالم، ولكنهم الآن خسروا كل هذه المزايا.
وعن الحلول المطلوبة لإنقاذ الموزاييك الدمشقي، طالب عربش بإعفاء منتجات هذه الحرفة من الضرائب والرسوم كحد أدنى ريثما تنهض من جديد، وريثما تعود البلاد للتعافي وتعود حركة السياحة إلى طبيعتها.