معرض «أيام العسل السوري» للفرجة.. والعين على الأسواق الخارجية
مع وصول فعاليات مهرجان «أيام العسل السوري» إلى نهايتها، لا يعلق مربو النحل آمالاً كبيرة على المعارض المحلية برغم أهميتها التسويقية، معتمدين بشكل رئيسي على جهودهم الفردية لتصريف إنتاجهم محلياً وخارجياً.
وعليه لم يصل هذا النشاط الذي تحتضنه كنيسة الصليب المقدس في حي القصاع في دمشق إلى الأهداف التي وضعها المنظمون في غرفة زراعة دمشق برغم حماستهم الشديدة ليكون المهرجان بداية للانطلاق نحو مرحلة متقدمة عنوانها جمع العسل من مختلف المحافظات، ودمغه بشعار موحد، ثم العمل على تسويقه داخلياً، وفتح قنوات تصدير إلى الخارج.
نجح المنظمون في جمع 40 عارضاً من خيرة النحالين السوريين ليقدموا أجود أنواع العسل السوري كالشوكيات و الحمضيات و اليانسون وحبة البركة وكذلك السدر الأغلى ثمناً بينها، وبعض الخلطات الأخرى المستحدثة و أبرزها ما أطلقوا عليه اسم العسل الكريمي الممتاز، إضافة إلى أجنحة عن مستلزمات العسل ونواتج الخلية مع وجود عارض وحيد من القطاع العام ممثلاً بجناح كلية الهندسة الزراعية في جامعة دمشق، لكنهم في المقابل أخفقوا في إرضاء المشاركين مع انخفاض نسبة المبيعات وتفاوت إقبال الزائرين بين المتوسط إلى ما دون ذلك.
أما زوار المعرض فكان أغلبهم ممن جاؤوا للفرجة و وجدوا الأسعار مرتفعة كما قالوا لـ« تشرين» حيث تبدأ أسعار العسل من ٢٥ ألف ليرة للكيلو غرام الواحد وصولاً إلى مئة ألف ليرة لبعض الأنواع مع تقديرهم لتعب العاملين في هذا القطاع.
وأكد الدكتور مجد أيوب عضو مجلس إدارة غرفة زراعة دمشق لـ«تشرين» أن الهدف من هذا النشاط توحيد النحالين بهدف تطوير المهنة والتعريف أنه يوجد في سورية عسل طبيعي بكميات وفيرة ولسنا بحاجة للاستيراد، و التوجه بضرورة إغلاق معامل تصنيع العسل لضررها اقتصادياً وصحياً.
وعن اختيار مكان المهرجان أرجع أيوب السبب لكبر الصالة الموجودة في حي القصاع الذي يستضيف أبناءه المغتربين بالتزامن مع فترة أعياد الميلاد ورأس السنة، ولكون الحي يشكل سوقاً تجارياً حيوياً .
بدوره شدد المهندس رضوان البدوي – رئيس جمعية تربية النحل في دمشق و ريفها- على الحاجة الماسة لوجود سوق خارجية لتصريف إنتاج العسل متحدثاً عن غبار الطلع السوري الذي يضاهي أفضل أنواع غبار الطلع عالمياً والذي ينتظر بدوره التشجيع على الإنتاج والتسويق .
إلى ذلك لفت أمين قابقلي- نحال مشارك في المعرض من اللاذقية – إلى انخفاض نسبة المبيعات وأن مشاركته بالمعرض جاءت بهدف المزيد من الدعاية لمنتجاته، مسجلاً مجموعة ملاحظات على المعرض أبرزها؛ تكبد المشاركين من المحافظات خسائر كبيرة بسبب ارتفاع تكاليف النقل، مطالباً بتخفيف العبء عن النحالين وإقامة صالات مجانية للعرض.
أما جناح كلية الزراعة فقد امتزجت أهدافه بين الدور العلمي والتعريفي و الإضاءة على الأدوات الحديثة والتقانات المستخدمة في جمع كل من حبوب الطلع والعكبر وسم النحل وتسليط الضوء على هذه المنتجات من الناحية العلاجية والدوائية وفقاً للدكتورة وفاء يعقوب.