سقط القناع
صدم جمهورنا الرياضي بشكل عام وكرة السلة على وجه الخصوص بعد الخسارة المؤلمة التي تلقاها منتخبنا الوطني بكرة السلة للرجال أمام كازاخستان للمرة الثانية على التوالي بنتيجة ٧١-٨١ نقطة ضمن تصفيات كأس العالم في المباراة التي أقيمت في صالة الفيحاء الرياضية بدمشق، ولم تنفع المؤازرة الجماهيرية الكبيرة التي جاءت من كل المحافظات لمساندة المنتخب وتشجيعه بعد غياب استمر عشر سنوات بسبب الحظر الذي كان على ملاعبنا.
هذه المباراة وسابقتها ستمضي وتمر من دون محاسبة من القيادة الرياضية مثلما مضت الكثير من القضايا و الأخطاء، ولا أحد ينتظر شيئاً سوى المبررات التي شبعنا ومللنا منها.. ربما ستجدون كبش فداء يعلق كأضحية لما حصل، وللمصداقية نقول ما كان على اتحاد كرة السلة قبول عودة المدرب الأمريكي جوزيف ساليرنو لتدريب منتخبنا بعد اعتذاره سابقاً لظروف مجهولة منعته من التواجد والقدوم إلى دمشق أو على الأقل الالتحاق بالمعسكر الخارجي للمنتخب الذي أقيم في طهران، وهل يعقل أن يأتي لقيادة الفريق في واحدة من أهم المسابقات العالمية على الإطلاق قبل ٤٨ ساعة من انطلاقتها؟ خاصة بعد أن وضعت أسماء كثيرة للاعبين تصلح للعب مع المنتخب وأخرى لا تصلح ولن تعطي إضافة مهما حصل ، وهل من المعقول استبعاد أهم لاعب ارتكاز في الفريق ومن ثم يأتي تصريح لأسباب فنية وغير فنية وكذلك استبعاده في المباراة الثانية ليصبح مركزه على المدرجات وبغيابه صال وجال منتخب كازاخستان من تحت السلة وسجل نقاطه بسهولة ، وهنا لا نضع اللوم على اللاعبين أيضاً لأننا ندرك أنهم لم يجدوا مدرباً متفرغاً يعلّمهم طريقة اللعب الدولي؟ أو حتى المهارات والطرق والأساليب الدفاعية والهجومية لمراحل كهذه.
والجميع يدرك جيداً أن رامي مرجانة ووائل جليلاتي وهابو وعربشة هم أفضل لاعبي البلد ومع هذا لم يجدوا مكاناً لهم ضمن قائمة ١٢ لاعباً ولكل منهم حسب أصحاب القرار سبب مخجل، وما علينا إلا أن نكذب أعيننا والواقع ونصدق حججهم وتبريراتهم.
فرحنا وهللنا وانتظرنا مباراتنا في الفيحاء بفارغ الصبر وماذا كانت النتيجة ؟
فالتذاكر لم تطرح جميعها في المراكز، والمنظمون يعلنون نفادها والجماهير مبتعدة بسبب شرط اللقاح ولم يتم التدقيق عليه أساساً ثم التذاكر ذاتها توزع مجاناً على باب الصالة بفضل هذا التخطيط المميز لم تمتلئ صالة الفيحاء ومدرجاتها بأكثر من 70% .
والطريف أكثر وأكثر بعد شهور من العمل على الصالة تتعطل الشاشة من الكوارتز الأول ولم تعد تظهر سوى النتيجة فقط، فعن أي تنظيم تتحدثون؟
وأخيراً لننظر إلى نصف الكأس الممتلئ لنقول خسرنا مباراتين (ذهاباً وإياباً) وكسبنا خطيباً بارعاً يرفع المعنويات ويزرع الآمال الكاذبة ليظن أنه بذلك يبث العزيمة، وللعزيمة من اسمه نصيب!
إن ما حصل مع منتخبنا خلال الجولتين يجعل حظوظه صعبة والأقل بين المنتخبات حيث لم يتمكن خلال مباراتين من حصد أي نقطة والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سينجح منتخبنا بالفوز على منتخبي إيران والبحرين في النافذتين الثانية والثالثة ؟
وتبقى الإجابة عن هذا التساؤل مرهونة بالمستوى الذي سيقدمه منتخبنا في مبارياته القادمة والتي نأمل أن تنتهي لمصلحته وتعويض ما فات ومصالحة جماهيره الغاضبة من نتائجه المخيبة للآمال.