لماذا المؤتمر في دمشق؟
باهتمام كبير يتابع الشارع السوري والعربي وقائع افتتاح المؤتمر العربي الرابع للاتحاد العربي للمدن والمناطق الصناعية العربية في دمشق بعد سنوات طويلة غاب عنها العمل العربي المشترك بمشاركة سورية فعالة، وتأتي أهمية اللقاء العربي تأكيداً على الحرص السوري لدعم كل مشاريع واتفاقيات العمل العربي التكاملية وهذا ما تم التأكيد عليه في كلمات الافتتاح ولاسيما أن المدن والمناطق الصناعية العربية تحتل مكاناً رئيساً لدى الدول العربية حيث يعدّ هذا القطاع واحداً من أهم القطاعات جذباً للاستثمارات في رأس المال العربي والعالمي ويصل تقريباً لأكثر من 60% من إجمالي الاستثمارات في بعض الدول العربية وبنسبة إجمالية كبيرة تكاد تضاهي الاستثمار في قطاع استخراج النفط والغاز في بعض أقطار الوطن العربي ما فرض أهمية متابعة تطوير النظم والقوانين الحاكمة لهذا القطاع الاستراتيجي نظراً لكونه يتوافق مع توافر مجموعة من المكونات الأساسية التي تشمل: توافر المادة الخام، البنية التحتية، الكفاءات البشرية, شركات التمويل والتأمين وغيرها.
هذا وفي ظل التحولات الاقتصادية التي يشهدها العالم العربي فإن التركيز على هذا القطاع أصبح ضرورة أساسية نظراً لتفرع هذا القطاع ومخرجاته ودوره الرئيسي في توفير فرص العمل وزيادة الدخل القومي للدول وخصوصاً أن الدراسات الحديث قد أثبتت أن مستقبل المدن والمناطق الصناعية في الدول العربية سيكون مزدهراَ مقارنة بالدول الأجنبية نظراً لتواجد المساحات الكبيرة وحوافز الاستثمار الكثيرة في الدول العربية وقرب الدول العربية من الأسواق الغربية والآسيوية والإفريقية التي تعد أحد أهم المستهلكين الرئيسين لمنتجات هذه الاستثمارات, وقد قامت الدول العربية بإنشاء العديد من المدن والمناطق الصناعية ووفرت لها الحوافز والتشريعات والقوانين التي كان لها الأثر الكبير في توسع وانتشار هذه المدن والمناطق الصناعية في مختلف الدول العربية.
ولابد من التنويه بجهود و دور الاتحاد العربي للمدن و المناطق الصناعية العربية ونشاطاته والذي يعدّ هذا المؤتمر واحداً منها وهو المؤتمر الرابع الذي يهدف إلى إيجاد منبر عربي دولي لطرح الدراسات والمشاريع وأوراق العمل التي تهدف إلى التكامل بين الدول العربية والتقليل من أثر المنافسة السلبية بين المشاريع.
ويلفت المؤتمر على أهمية الاستثمار في المدن والمناطق الصناعية العربية والتطورات الأخيرة في هذا القطاع والتطور التقني والعلمي والخدمات وسبل البحث عن مصادر للطاقة الجديدة والمتجددة وأهمية المصارف والتمويل وشركات التأمين والخدمات في مسيرة هذا القطاع.
كل الأمنيات الطيبة بنجاح الجهود الطيبة للمشاركين بالمؤتمر وتحويل المشاريع الى واقع عمل وبطيب اللقاء في دمشق.