هل يوجد ثمن للرضا؟!
لا يريد الموظف أن يشعر بالرضا والسعادة من دخله الشهري .. فهذا طموح وبذخ وإسراف لا يليق بمن يتجرع الأزمات كؤوساً !
وإنما العيش بشكل أفضل وتوفير مسكن للعائلة ومواصلات وغذاء ودواء ! لا نفكر بالرفاهية ولا تخطر على البال يكفي أن نرفع رؤوسنا وننظر في أعين أولادنا فنكفيهم بالقليل احتياجات التعليم والصحة والمواصلات والغذاء والمسكن .
العالم أصبح قرية صغيرة .. والأخبار باتت أسرع من النار بالهشيم ,ولم يعد مقبولاً تجاهل نتائج دراسات كتلك التي تبين متوسط الدخل الذي يجعل الإنسان سعيداً وراضياً عن معيشته.
ويقول الخبر باختصار أن “العلماء قاموا بدراسات شملت بيانات جمعتها مؤسسة Gallup الاجتماعية لنحو 1.7 مليون شخص من 164 دولة حول العالم، شملت مرتباتهم وآراءهم التي أدلوا بها حول رضاهم عن وضعهم المعيشي”.
وبعد تحليل البيانات، تبين أن متوسط المرتب المثالي ليشعر الإنسان بالسعادة يبلغ 95 ألف دولار سنوياً، وليكون الإنسان راضياً عن وضعه المعيشي، فيجب أن يتراوح مرتبه ما بين 60 إلى 75 ألف دولار في السنة !!!.
وماذا عن الدراسات التي تقيمها الجهات المعنية في بلادنا وتشمل 1.8 مليون أسرة وآراء مواطنين ؟ وتبين الحد الأدنى لمتوسط مستوى الدخل الذي يجعل مواطننا في الظروف الصعبة يعيش وضعاً معيشياً جيداً ويحفظ أسرته من الحاجة والفاقة ؟!
لا نريد أن نتراشق بالأرقام وإنما أن نفكر بالأساسيات فمثلا من المنطقي ألا تتجاوز أجور السكن في المناطق الشعبية ثلث الراتب وأجور المواصلات ضمن المدينة الواحدة لا تتجاوز عشر الراتب ولكن شتان مابين ما يجب وما هو كائن ! فأفضل راتب حالياً لا يكفي أجرة المسكن لأسبوع واحد ولا حتى بالضواحي ومناطق المخالفات والمواصلات الشعبية الرسمية والنظامية بالحد الأدنى تكاد تلتهم 99% من الراتب ضمن المدينة الواحدة كيف الأمر من المدينة إلى الضواحي ؟ أما الأسعار للحد الأدنى من تأمين الطعام والشراب للأسرة فهي بحكم القضاء والقدر !! إن الجهات المعنية التي ترتدي نظارات سوداء لا ترى الواقع المعاشي الصعب الذي أرهق المواطن والأسرة وشق دروباً لهدم ما تبقى من القيم الاجتماعية فإنها مطالبة بتحمل مسؤولياتها والالتزام بوعودها وتأمين احتياجات التنمية .. وهذا واجبها وجوهر عملها .