وداعاً ملك «القدود الحلبية»
رحل الفنان الكبير صباح فخري .. ملك «القدود الحلبية» وأسطورة الغناء الأصيل..
تودع الموسيقا العربية أحد أهم أعمدتها وواحد من أهم رموز الطرب العربي الأصيل، الفنان صباح فخري، المتربع منذ أكثر من ستة عقود من دون استثناء على عرش غناء القدود الحلبية، بعد أن وافته المنية عن عمر يناهز 88 عاماً.
وتحزن دمشق وحلب وسورية على من كان يتغنى بظلال الياسمين والذي شكل حالة طربية فريدة والحزن على الرحيل له هوية واحدة وللفقد بصمات تكاد تكون واحدة أيضاً، فالفنان الراحل ترك لنا إرثاً غنياً وعطاءً لا ينضب في مجال الطرب الأصيل .
وأكاد أرى الموسيقا العربية حزينة تودع الراحل بحزن كبير ومختلف وتنعي أحد أهم أعمدتها صباح فخري المولود عام 1933 في مدينة حلب المشهور بتأدية الموشحات والقدود الحلبية، وكان الفنان معروفاً بوصلاته الفنية الطويلة على المسرح. وشغل الفنان الراحل مناصب عدة، إذ انتخب نقيباً للفنانين ونائباً لرئيس اتحاد الفنانين العرب ومديراً لمهرجان الأغنية السورية وقلِّد وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة في 2007 «تقديراً لإنجازاته الكبيرة والمتميزة في خدمة الفن العربي السوري الأصيل».
غنى صباح فخري (نغم الأمس) مع رفيق سبيعي وصباح الجزائري حيث سجل ما يقرب من 160 لحناً ما بين أغنية وقصيدة ودور وموشح وموال وقد حافظ على التراث الموسيقي العربي الذي تتفرد وتشتهر به حلب.
كما تلى «أسماء الله الحسنى» مع الفنان السوري عبد الرحمن آل رشي والفنانة منى واصف والفنان زيناتي قدسية.
وسجل المسلسل الإذاعي «زرياب» كما لحن وغنّى العديد من القصائد العربية حيث غنى لـ« أبو الطيب المتنبي وأبو فراس الحمداني ومسكين الدارمي وابن الفارض والرواس وابن زيدون وابن زهر الأندلسي ولسان الدين الخطيب». عمل مع الأخوان الرحباني وغنى إلى جانب السيدة فيروز، كما أنه شارك الفنانة وردة الجزائرية التمثيل في بطولة مسلسل (الوادي الكبير), وتطول القائمة ويكثر العطاء.. لكن أمام الرحيل ؛ العين تدمع والقلب يحزن على فراق أسطورة الموشحات الحلبية.