لبنان يئنّ.. العودة إلى عهد الكمائن الجبانة

لبنان لازال لم يهتد بعد، إلى وحدته الكبرى.. من يا ترى يسبق من؟

سنقع هنا ضحايا سوء الفهم الكبير، فحين تكتمل شروط العنف واللااستقرار في بلد ما، فإنّه يستدعي الوعي الشّقي.

فلا زلت أؤكد على أنّ فلسفة التسامح ودليل الحيران فيها هي انقلاب المجنّ، ومقاربة خاطئة. التسامح في الاجتماع الحديث وفي إطار الدولة- الأمّة، يصبح قراراً سياسياً، تخضع له منظومة التربية والتكوين، تخضع له وسائط الاتصال بكل مستوياتها، الدور التربوي للدولة، لكن أين هي الدولة في لبنان؟

في نظري أنّ لبنان ليس بلداً طائفياً من حيث الثقافة والرغبة في العيش المشترك، الطائفية نابعة من التمأسس الأول، حيث تشكل لبنان على أرض ألغام، على ألغام دستورية نقيضة لروح الدستورانية، حيث كل دستور يؤطّر المحاصصة هو انتهاك لروح الدستورانية.

حينما تغيب الدولة، وروح الدستور، وتكتمل شروط النزاع، فلا بدّ من أن تتلبّس الحرب بأيديولوجيا طائفية، بينما لو صرّفت ذلك النزاع في بلد شبيه سيتم ذلك بلبوس أيديولوجي مختلف: قبلي أو عرقي أو حزبي. الذي يستدعي الطائفية هو عنف السياسات والمصالح وليس العكس.

ما حدث في الطيونة وطريق المطار جريمة في حقّ مدنيين عزّل، القاتل مجرم محترف، ويعرف ما يفعل، وهو يلعب بمصير التعايش الأهلي، وباستقرار بلد في ذروة الحصار، وهو حتماً موصول بمشروع تخريبي إقليمي ودولي، وهو فعل سيتكرر لأنّ دوافعه وشروطه متوفرة.

الحرب الأهلية في لبنان كانت نتيجة طبيعية ومتوقعة للعبة الأمم وللوضعية الهشة لكيان كلّ شيء فيه جميل إلاّ إدارته.

ففي بلد صغير المساحة تحدث انفجارات عظمى، الحرب الأهلية اليوم مطلوبة، وهناك تجار حروب يتهيّؤون لاحتلال مكانتهم داخل مجتمع كأنّه وُجد للخراب. الحرب الأهلية هي آخر ما يمكن المراهنة عليه، ولا شكّ أن أي خطأ سيكون من شأنه الذهاب بلبنان إلى الأسوأ. لا زال لبنان مسرحاً للحروب القذرة وتصفية الحساب، والضحية هم أولئك الذين يؤمنون بلبنان قويّ وسيد، اليوم يبدو أننا أمام محاولة الثأر من المجتمع، من المدنيين، من كل من يؤمن بلبنان غير مُجَعْجَعٍ ولا مُجَبْلَطٍ.

كاتب من المغرب

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار