مرة أخرى.. لنتفاءل قليلاً
ليست كل أخبار ليبيا، سلبية.. بعضها يكون إيجابياً لدرجة مهمة وبما يغطي على سلبية بعض الأخبار وعلى اتجاهات التشاؤم التي تغلف كل ما هو قادم من ليبيا.
الخبر الجيد اليوم هو الاتفاق على خطة متكاملة البنود والخطوات لإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة على أن يبدأ التنفيذ من خطوط التماس حيث يتواجد هؤلاء، بمراقبة دولية/ محلية، بعد رصد الأعداد الحقيقية لهم، ثم ترحيلهم على دفعات متتالية، وفق جدول زمني سيتم وضعه قريباً.
الخطة وضعتها لجنة «5+5» خلال اجتماع موسع لها الثلاثاء الماضي استضافته بريطانيا بحضور مشاركين من مختلف المناطق الليبية، والمبعوث الأممي يان كوبيتش.. مؤكدة جاهزيتها الكاملة وقدرتها على التنفيذ.
الخطة ليست فقط خبراً جيداً، بل هي في بنودها وخطواتها تبدو منطقية وواقعية، بمعنى أنها خطة قابلة للتنفيذ، وهذا هو الأهم في أي خطة.. يُضاف إلى ذلك وجود من يؤكد أنه قادر على التنفيذ.. إلى جانب أنها- بالتصنيف- «خطة دولية» مُلزمة.. وعليه يُفترض أن تسير الأمور على الأرض بسهولة ويسر.
لا يقلل من أهمية الخطة أنها خرجت من دون جدول زمني. هذا لا يدعو للتشاؤم.. فكما تمكن الليبيون من الاجتماع والاتفاق فيما بينهم ووضع هذه الخطة، بإمكانهم أيضاً وضع جدول زمني لها. هذا لا يعني أن المهمة سهلة أو ميسرة لهم.
لا شك أن الكثير من العراقيل والصعوبات ستواجههم، ولا يخفى أن بعض من يقف وراء المجموعات المسلحة والمرتزقة جهات لها من القوة والنفوذ الكافيين لعرقلة هذه المهمة، ولا يخفى أيضاً أن بعضها دول موجودة علناً بقواتها على الأرض الليبية، مثل تركيا التي ما زالت ترفض حتى الآن مسألة سحب قواتها.
هنا يبرز دور الجانب الدولي لناحية مهمته في الضغط على تلك الجهات والدول من أجل التنفيذ، فهو مخول لممارسة هذا الضغط ما دام طرفاً في هذه الخطة.
بالعموم كل المؤشرات تبدو إيجابية بخصوص هذه الخطة وبخصوص مسألة الجدول الزمني.. ويبقى أن ما قد يؤثر عليها بشكل سلبي، أو لنقل ما قد يؤخر التنفيذ هو الانغلاق السياسي الذي لا يزال مستحكماً لناحية الانتخابات الرئاسية- البرلمانية.. فإذا ما انفرجت سياسياً لا بد أن تنفرج ميدانياً.. وحتى موعد الانتخابات المقررة مبدئياً في 24 كانون الأول المقبل، لنتفاءل قليلاً.