تشهد قرى وبلدات عدة في محافظة درعا إقبالاً متزايداً على شراء وتخزين الحطب استعداداً لقرب موسم الشتاء، في ظل تقلص كميات المازوت المخصصة للتدفئة هذا العام إلى 50 ليتراً فقط كدفعة أولى، ما جعل الحطب خياراً يكاد يكون وحيداً في الميدان، الأمر الذي أدى إلى تضاعف أسعاره مقارنة بالمواسم الماضية.
مواطنون أكدوا في حديثهم لـ«تشرين» أن ما يدفعهم لتخزين الحطب باكراً هو الخشية من ارتفاع أسعاره أكثر إذ باتت المادة أشبه بالبورصة التي تسجل كل يوم رقماً جديداً.
وأشار رشيد قبلان من منطقة الصنمين إلى أن طن الحطب كان يباع قبل شهر تقريباً بـ 400 ألف ليرة، بينما ارتفع حالياً ليتجاوز 600 ألف والأسعار مرشحة للزيادة أكثر مع دخول الشتاء وحلول موسم البرد، مضيفاً: إنه وبسبب عدم توفر مادة المازوت وارتفاع أسعاره في السوق السوداء، يلجأ الأهالي لاستبدال التدفئة على المازوت بالحطب، علماً أن كل بيت يحتاج إلى طنين من الحطب على أقل تقدير خلال الشتاء، ما يعني دفع تكاليف قد تتجاوز مليوناً ومئتي ألف ليرة، وهو ما دفع كثيرين للشراء أولاً بأول وبالكيلو أحياناً والاستعانة أيضاً بما توفره البيئة المحيطة من مواد بلاستيكية وألبسة قديمة يجري تجهيزها أيضاً رغم مخاطرها على الصحة.
وتضاعفت أسعار الحطب هذا الموسم عما كانت عليه في مواسم سابقة، ففي الموسم قبل الماضي كانت الأسعار بحدود 90 ألف ليرة للطن، وارتفعت في العام الماضي لتصل إلى 200 ألف، لكن هذا الموسم ومع تقلص كميات المازوت المخصصة للتدفئة تضاعفت الأسعار بمعدل 200٪، بسبب ما وصفه أحد تجار الحطب بكثرة الطلب على المادة وقلة المعروض منها في السوق وخصوصاً أن أغلب ما يتم عرضه يأتي من محافظات أخرى، ما يعني مزيداً من أجور النقل والتكاليف.
يجري ذلك وقت لاقت فيه تجارة الحطب رواجاً كبيراً، ما جعل من الأشجار عرضة للتحطيب الجائر وخصوصاً أشجار الزيتون التي كانت الخاسر الأكبر خلال السنوات الماضية، إذ خرج أكثر من 1،6 مليون شجرة – حسب تقديرات مديرية الزراعة- من طور الإنتاج نتيجة يباسها وتحولها إلى حطب للتدفئة، إضافة إلى ما تتعرض له الثروة الحراجية في المحافظة من تعديات بسبب التحطيب الجائر.
وبيّن رئيس دائرة الحراج في مديرية الزراعة بدرعا المهندس جميل العبد الله أن الثروة الحراجية في المحافظة تعرضت لتعديات جسيمة خلال سنوات الحرب على سورية وكانت هدفاً للتحطيب الجائر من قبل ضعاف النفوس، وهو ما دفع باتجاه تركيز الجهود على ترميم الثروة الحراجية وقمع التعديات عليها، لافتاً إلى أن الخطة المقترحة للموسم الجديد تتضمن تحريج 100 هكتار من الأراضي منها 30 هكتاراً جديداً و70 ترقيعاً للمواقع التي تعرضت للعبث والتحطيب والحرائق.
وأضاف: إن المديرية وضعت خطة للموسم الجديد تتضمن إنتاج 200 ألف غرسة حراجية متنوعة، إضافة إلى نحو 800 ألف غرسة حراجية متنوعة موجودة، حيث سيبدأ توزيعها على الفعاليات وبيعها للمواطنين اعتباراً من مطلع الشهر القادم وفق تعليمات وزارة الزراعة.
قد يعجبك ايضا