لم يتمكن قادة الاتحاد الأوروبي من لم شتاتهم والوقوف في صف واحد خلف قرارات تمس مستقبل “الاتحاد” فكان الانشقاق عنوان قمة سلوفينيا التي فرقت أكثر مما جمعت وأظهرت للعلن حجم الاختلاف في السياسات بين دول الاتحاد الذين تاهوا عن تحديد مسار مختلف عن واشنطن كما كان العنوان العريض للقمة.
أخفق قادة الاتحاد في تخطي العقبات الرئيسية وأبرزها توحيد القدرة الدفاعية حيث انقسم الأوروبيون بين من يريد حلفاً عسكرياً مستقلاً بعيداً عن الحلف الأطلسي وبين تعزيز الاعتماد على واشنطن، لتبدو الأمور العسكرية صورة طبق الأصل عن الوضع السياسي لبلدان الاتحاد التي تحكمها سياسة مشتتة بعيدة عن روح الاتحاد وكأن لكل دولة حدودها الخاصة.
رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراجي أكبر الداعمين للقوة الدفاعية الأوروبية المشتركة رأى أنه إذا لم يكن لأوروبا سياسة خارجية مشتركة، فمن الصعب جداً أن يكون لها دفاع مشترك.
وقال في مؤتمر صحفي بعد ختام القمة الأوروبية: يمكن الوصول إلى دفاع مشترك داخل الاتحاد الأوروبي أو من خلال تحالفات بين مختلف دول الاتحاد.
وأضاف: إن أي قوة أوروبية تتشكل خارج إطار حلف شمال الأطلسي (ناتو)، تؤدي إلى تعزيز القوتين لأن هذه القوة لم تولد لإشباع احتياجات غير مجدية، بل لأن هناك حاجة لفعل المزيد.
فرنسا المطعونة بالظهر من واشنطن وبريطانيا بسبب صفقة الغواصات مع أستراليا دعا وزير اقتصادها برونو لومير، الأوروبيين إلى فتح أعينهم قائلاً: إن الدرس الأوّل الذي نتعلّمه من هذه الحلقة، هو أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يبني استقلاله الإستراتيجي، الحلقة الأفغانية وحلقة الغواصات تظهران أنه لم يَعُد في إمكاننا الاعتماد على الولايات المتحدة لضمان حمايتنا الإستراتيجية.
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ وقف بشكل غاضب من طرح حلف منافس لـ”ناتو” محذراً الأوربيين من خطورة المشروع ومذكرهم بأن 80 في المئة من الإنفاق الدفاعي لـ«الأطلسي» مصدره دول غير أعضاء في الاتحاد.
وقال ستولنتبرغ: أنا لا أؤمن بالجهود الرامية إلى إنشاء أمر ما خارج إطار “حلف الأطلسي”، أو منافسته أو استنساخه.
وحذّر من أن أي محاولة لإضعاف الصلة عبر المحيط الأطلسي من خلال إيجاد هيكليات بديلة، ومن خلال القول إننا قادرون على تدبّر أمرنا بمفردنا، ستؤدي ليس فقط إلى إضعاف الحلف الأطلسي، بل أيضا إلى تقسيم أوروبا.