مشفى الباسل في طرطوس ينجح بمعالجة مريضة بـ«الفطار العفني»
بعد إصابتها بفيروس كورونا وشفائها منه ظهرت لدى السيدة (ت.ع ٤٥ عاماً) أعراض جديدة استدعت مراجعتها مشفى الباسل في طرطوس، وأوضح الدكتور اسكندر عمار- مدير الهيئة العامة لمشفى الباسل أنه تم تشخيص الحالة بالإصابة بالفطر العفني من الدكتور محمد خليل رئيس قسم أمراض الرأس والعنق، إضافة لفريق طبي متخصص وتمت معالجة الحالة جراحياً ودوائياً وتخرجت المريضة وهي بحالة عامة جيدة بعد شفائها من الإصابة، حيث تم تقديم الرعاية الطبية والتمريضية لها على أكمل وجه.
وأشار الدكتور عمار إلى أن الإصابة بالفطر العفني انتشرت مع موجات “كورونا” الأخيرة بسبب الاستخدام الكبير والعشوائي للصادات والستيروئيدات الجهازية والفموية وخاصة عند مرضى نقص المناعة مثل مرضى الداء السكري غير المضبوط وهذا يجيب عن علاقة الفطر الأسود بـ«كوفيد ١٩».
وبيّن الدكتور عمار أنه أصبح متداولاً بين الناس في الفترة الماضية مصطلح الفطر الأسود ولا بد من معرفة هذا المرض وأسبابه وأعراضه، الفطر الأسود هو مصطلح متداول لنوع من الفطور يعرف علمياً باسم الفطار العفني (mucormycosis) وهو فطر منتشر بشكل واسع في الطبيعة وخاصة في التربة والمواد المتفسخة ولكن انتقاله من إنسان إلى آخر غير وارد، وهو فطر موجود منذ القدم وليس محصوراً بهذه الفترة من الزمن فقط.
وعن سبب تسميته بالفطر الأسود يقول الدكتور عمار: سمي بهذا الاسم لأن «الفطار العفني» عندما يصيب الأنسجة يسبب احتشاء ونخوراً وخثارات وتتلون بعض الأنسجة المصابة به باللون الأسود وخاصة في النمط الذي يصيب مخاطيات الفم والأنف والجيوب، ورغم انتشاره الواسع فإن احتمالية إصابة الأشخاص ذوي المناعة السويّة بهذا الفطر نادرة جداً. أما الأشخاص الأكثر تعرضاً لهذا المرض –كما نوه الدكتور عمار- فهم المرضى ناقصو المناعة مثل: مرضى داء السكري غير المضبوط وخاصة المترافق مع حماض كيتوني، الاستخدام العشوائي للصادات، مرضى السرطان وخاصة الذين لديهم نقص معتدلات ويُعالجون بالصادات، الأشخاص الذين يتلقون أدوية كابتة للمناعة مثل الستيروئيدات الفموية والجهازية ومضادات العامل المنخر للورم، سوء التغذية الشديد ومرضى الحروق وكذلك متعاطو المخدرات الوريدية.
وعن أعراض الإصابة بالفطر الأسود يضيف الدكتور عمار: تختلف الأعراض حسب موقع الإصابة وأكثر مواقع الإصابة هي الشكل الأنفي الدماغي للمرض الذي يتظاهر بتورم بالحجاج، ألم وجهي، احتقان أنف وقرينات سوداء متنخرة ونخر بالحنك الرخو وحس خدر، حمى، رعاف، شلل أعصاب قحفية، وقد ترتقي الإصابة بسرعة لفقد الوعي ثم الموت، كما قد يصيب المرض الرئة والجهاز الهضمي والجلد وأي مكان آخر في الجسم، ويتم التشخيص عبر تنظير باطن الأنف مع خزعات وإجراء تصوير طبقي محوري ورنين مغناطيسي.
في حين تكون التدابير المتخذة من خلال قبول المريض في المشفى مع تنظير جراحي فوري للأنسجة المصابة وتطبيق مضاد الفطور (الأمفوتريسين) طويل الأمد وتصحيح العوامل المؤهبة متل داء السكري.