زعم رئيس النظام التركي رجب أردوغان “أن بلاده تود أن ترى القوات الأمريكية تنسحب من سورية والعراق، تماماً كما غادرت أفغانستان قبل ذلك”.
كلام حق يراد به التعمية والتضليل من رجل معروف بكذبه وتلونه.
أضاف أردوغان: “إذا أردنا إحلال السلام في العالم، فلم يعد هناك أي جدوى من البقاء في هذه المناطق من العالم، يمكننا ببساطة منح هذه الشعوب وهذه الإدارات الفرصة لاتخاذ قراراتها”.
لو كان هذا الكلام صادراً عن غير أردوغان، كان يمكن أخذه على محمل الجد، لكن أن يصدر عن راعي الإرهاب الأول وقواته وميليشياته تحتل أجزاء واسعة من سورية، وترتكب كل الموبقات وعمليات السرقة والنهب والتتريك، فإن الأمر فيه الكثير مما يمكن قوله.
لعل كلام أردوغان الأخير يذكرنا بأقوال سابقة له ولأركان حكمه، بخصوص الإرهاب، فهم لا يتركون مناسبة إلا ويقولون إن بلدهم لن تسمح بوجود المنظمات الإرهابية، في حين أن واقع الحال يقول العكس تماما، فهم -أي أركان حكم أردوغان- لم يتركوا إرهابياً في العالم إلا وأتوا به إلى سورية وقدموا له كل أشكال الدعم بهدف التخريب وإطالة أمد الأزمة فيها في محاولات حثيثة ويائسة للوصول إلى تحقيق أحلامهم البائدة.. فتحت وهم الخلافة، وبدم بارد وبتبجح مفضوح، لم يعد نظام أردوغان يخفي مساعيه لإعادة حقب استعمارية عفا عليها الزمن.
والحال فإن كلام رئيس النظام التركي يحرض على السؤال، هل بقي إرهابي في العالم لم يدخل سورية عبر تركيا أو يستوطن هو وعائلته قرب الحدود السورية- التركية وبرعاية وحماية وتمويل تركي؟
إذا أردت أن تكذب فعليك كما يقال أن تبعد شاهدك، فكيف يمكن تصديق مثل هذه المزاعم التركية وأمامنا الحقائق دامغة وواضحة وضوح الشمس، فعلى من يكذب أردوغان وزمرته؟
لن نعدد له أسماء الجماعات الإرهابية فهو أدرى بها، لأنه الأب الروحي لجميع الإرهابيين والمتطرفين وهو الممول الرئيس، وما يقوم به وأذرعه الإرهابية في الأراضي السورية من سرقة وتنكيل وتتريك وإرهاب بحق السوريين كلها جرائم ماثلة وستبقى تلاحقه إلى الأبد.
معاول خراب وإرهاب زرعها أردوغان في المناطق التي تحتلها قواته ومرتزقته في سورية، ليؤمن تغلغله في الموضوع السوري وكل ما يقدم عليه من إجراءات وتغييرات يتدثر بعباءات الخداع للتغطية على سرقة خيرات سورية ومعاملها.
باختصار إذا أردنا أن نعرف الكاذب والمنافق فلا بد لنا من رؤيته بثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان، أليست كلها صفات أردوغان؟.